لاشك ولا ريب أن أحدهما يوصل للآخر ما لم تكن هناك روح..عزيمة.. إقبال.. تحد، ولكن حينما نفتش في ثنايا الأمور نجد أن القائل : (خير العمل أدومه وإن قل) لا يدعو الإنسان إلى ضعف الهمة وعدم بعد النظر في الحياة، وإنما يجعل الإنسان يعيش الأولويات في حياته، ولذلك على سبيل المثال مشوار حياة الفرد المسلم الرجل فإنه يمر بمراحل تلو الأخرى، تختلف عن بعضها البعض، فيها من التشويق تارة، والتعقيد أخرى، حتى يصل إلى أن يكون نفسه، وما نسمو إليه من الاستقرار النفسي والحياتي والمهني بعكس المرأة في بعض المجتمعات ينتهي مشوار حياتها العلمي والمهني بالزواج مع أن المجتمع المسلم يريد ويطمح أن تشغل المرأة المسلمة التخصصات المطلوبة منها ويعينها في ذلك البيئة التي تعيشها .
وهنا نقطة رجوع أخرى وهي أن المداومة على الأعمال، وخاصة التعبدية منها تورث في القلب يقينا بما عند الله ومن هنا تأتي معية الله للإنسان كلما قرب المسلم من الله واستمر على العمل كلما أنار الله بصيرته نحو الخير والعمل به والدعوة إليه .
وحينما نغوص ونخوض في الاستقرار يقودنا الأمر إلى الحديث الأمر عن تلكم الأمم والأجيال التي يراق دمها.. يقتل أولادها، شيوخها، نساؤها.. يحال بين الأسرة الواحدة بينها وبين أولادها، الأب، الأم... كل ذلك لأنهم يريدون أن يعيشون عيشة كريمة متحررة من قيود الوهن.. الضعف.. الخوف... الخ من هموم التمسك بالحياة الفانية، وللأسف الشديد والمر حينما نذكرهم ولو بدعوة في السَحَر أو عند خلوة الإنسان بربه ينبري قائل بل ويصيح : مالنا وأولئك ؟ يا حسرة على العباد ... أين وأين : (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ).
إذاً مرة أخرى وليس بأخير نقول : أن الاستمرار طريق إلى الاستقرار .
بقلم : منير خميس بن وثاب