إنما الأمم الأخلاق 1 !!!

إن حسن الخلق من الايمان ، وصفه من صفات أهل الإحسان وحلية المتقين في واسع الجنان كما أن سوء الخلق، من فعل الشيطان وسبب من أسباب انغماس العبد في النيران ، الأخلاق الفاضلة من أسس الإسلام في بناء الفرد وإصلاح المجتمع فسلامة المجتمع وقوة بنيانه وسمو مكانته وعزة أبنائه بتمسكه بفاضل الاخلاق.

وإنما الأمم الأخلاق مابقيت  ... فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا

كما أن شيوع الانحلال والرذيلة والفساد مقرون بنبذ الاخلاق الحميدة والافعال الرشيدة .

وإذا اصيب القوم في اخلاقهم .... فأقم عليهم مأتماً وعويلا

بل بين لنا التاريخ أن كل امه نهضت نهضة جبارة وكل حضارة ازدهرت وحققت السعادة كان لتمسك أفرادها بالأخلاق الحميدة والسيرة الفاضلة الرشيدة ، يصور عمر بن الخطاب رضي الله عنه الامه الإسلامية في خلافة ابي بكر رضي الله عنه وقد عينه قاضياً على المدينة فمكث عمر رضي الله عنه سنة لم يعقد جلسة قضاء فطلب من أبي بكر إعفائه فقال ابو بكر : أمن مشقة القضاء تطلب الاعفاء ياعمر؟

فقال عمر لا ، ولكن ليس بي حاجة عند قوم مؤمنين وصلوا إلى ذلك بالأخلاق الاسلامية النبيلة والآداب الانسانية الفاضلة.

المؤمنون الاوائل فتحوا بلاداً اسلامية لمم تتحرك إليها جيوش ولم تزلزل بها عروش ولم تقم بها تروس، لم يرفع بها سيف ولارمح بل تجار صالحون مثل التجار الحضارم بإخلافهم حققوا الفتح فكان فتحاً خلقياً ذهبوا يتعاملون بالدرهم والدينار فحقق الله لهم بأخلاقهم الانتصار بأخلاق أدهشت العقول والافكار، وسلوك حسن لفت الانظار ، فالعودة العودة عباد الله للأخلاق ، قولاً وعملاً ودلالة ومضموناً لاسيما أن زهد فيها ورحل إلى أخلاق غير المسلمين ، وبعضهم جمع من العلم فأوعى وخلا من الخلق الأوفر ، وفقد الآخرون الإخلاص  والنية فأخلاقهم نفعية لمصالح ارضية فهو يبتسم للمصلحة ويرحب للمنفعة أخلاقه توصف بأنها نافعة وعالية لكنها لمطالب دنيوية فانية . يرى انها مظهر من مظاهر الحضارة او متطلب من متطلبات العمل، وهي حقيقة زيف ودجل ، قلبه شغل وتعلق بالأمل يتكلفها المسكين على خطوة من مدير أو ثناء من بشر فأنى له أن ينال أجراً وثواباً لعمل صار هدراً وهباء.  

 بقلم الأستاذ:عبدالله خميس باجهام

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص