ليست القضية في كثرة الأتباع وتنوعهم، وإنما بصورة أدق وأوضح إذا أن الفيصل في ذلك في كيفية أولئك الأتباع وعلى ماذا كلن ذلك؟ وكيف كان؟
لذا نجد الناس -كل الناس- ينقسمون في ذلكم الأمر إلى أقسام كثر، منهم يعيش لأجل المنفعة والمصلحة البحتة، والآخر من يجعل له أهدافاً وخططاً فإذا نالها وحصل عليها كان الأمر لا يعنيه من قريب أو بعيد.
وهنا نقطة نظام مهمة أشار إليها شاعرنا (وعين الرضا عن كل عيب كليلة ** ولكن عين السخط تبدي المساويا) وهو أن التجمعات بمختلف غاياتها ووسائلها إذا فشا فيها هذا الداء وانتشر بين أفرادها فإن ذلك بداية النهاية إذا ستكثر الأخطاء والهفوات دون تصويب أو تقييم خاصة حينما يكون ذلكم الأمر متعلق بتاريخ ومستقبل مجتمعات وأمم، فديننا دعا إلى النصيحة، بل وإلى الإصلاح قدر المستطاع من غير أن تعيش الأمة التجاهل والتناسي والتغاضي الذي ينبني عليه كثيرا وكثيرا من الآثار السلبية التي تحدث للمجتمعات أحيانا بين غمضة عين وانتباهتها وكل ذلك بسبب ذلكم الأمر إذا لم يكن واقعيا في حياة المجتمعات..
وحينما نعود إلى الرعيل الأول ومنهجهم في ذلك فقد كان المشركون والأحزاب كثر بينما المؤمنون قلة قليلة، لكن يوم كانت المبادئ حاضرة والأخوة الإسلامية متأصلة بين أفراد المجتمع المسلم كان التوجيه والنقد البناء الذي عاشه الرعيل الأول ثم الذين يلونهم والذين يلونهم... وهكذا يعيد التاريخ نفسه اليوم مقارنة بسيطة والقياس مع الفارق عدد الكفار اليوم بل وإمكانياتهم الحاضرة تفوق ما عندنا معشر المسلمين ومع هذا وذاك أن الإسلام والمسلمين في انتشار وانتشار يخاف بل يخشى منه اليوم الأعداء كل ذلك لأننا عشنا هذا المنهج وسنعيشه بل سندعو إليه إن استطعنا إلى ذلك سبيلا : أن الأبصار دائما وأبدا لم ولن تكون بعيدا عن الأنصار.
بقلم : منير خميس بن وثاب