مع قرب انتصاف عام دراسي جامعي في عام التعليم في اليمن 2015م .. مـتى نعـرب التعلــيم الجـامعي في كليات العلــوم الطبيــعية والتطبيــقية
خرج المستعمر من ديار المسلمون يجرجر ذيول الهزيمة ولكنه أبقى أدواته وعملاءه وثقافته كمسمار جحا تُذكِّــر بعودته لا محالة إن لم يكن من الباب فمن النافذة عبر وسـائط شتى منها المستغربين من أبنائنا ومنها الشركات العملاقة العاملة في أرضنا ومنها .. ومنها ..
من الشواهد على ذلك أن التعليم الجامعي خاصة في كليات الطب والعلوم الطبيعية والتطبيقية بل والعلوم الإنسانية أحيانًا ظل في البلاد بلغة المستعمر ؟!
ومن طريف ما يذكر في مسألة التعليم الجامعي وللأسف الشديد والألم الأليم أن :
- أول كلية طـب حديث على حد تعبيرهم أنشأت في مصر كانت عام 1820م وكان التدريس فيها باللغة العربية ، واستمر الوضع كذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر حين دخل المستعمر البريطاني مصر فأصدر المندوب السامي البريطاني الحاكم الفعلي على مصـر يومها مرسومًا بالتدريس باللغة الإنجليزية في الجامعات المصرية من أجل تمكين الأجيال من تعلم لغة العلم ليسهل تواصلهم بمصادره بهتانًا وإفكا ، وبقي الوضع إلى الآن رغم الاستقلال المنقوص ، وتأميم شركات المستعمر وتأميم قناة السويس والحرب على الامبريالية ، ورفع راية تحرير الوطن العربي من المستعمر ، كل ذلك نعم ، لكن تحويل التدريس في كلية الطب وبعض كليات العلوم ظل بالإنجليزية ! فما أنت قائل ؟
- بل وأول كلية طب أنشئت في الجامع الأمريكية في بيروت عام 1866م كان التدريس فيها باللغة العربية حتى تحولت تبعًا لمصر إلى الإنجليزية !؟. علمًا بأن الجامعات الأمريكية ما هي إلا بؤر هدم للموروث الإسلامي وتجسس وتغريب وتآمر على المجتمع من حولها فما أنت قائل ؟!
- وفي بلدان لم تعرف الاستعمار بشكله القديم ولم يدخلها الاستعمار المحتل ، طالها غبار الاستعمار الجديد المتمثل في الغزو الفكري والثقافي فكان تدريس الطب فيها تبعًا لمصر أم العروبة على حد قولهم ، ونفوذ الشركات العملاقة العاملة بها وغيرها باللغة الإنجليزية .. فماذا يعني لك ذاك ؟
- بعض الاتجاهات القومية العروبية الأيدلوجية أخذت على عاتقها تعريب التعليم الجامعي باعتبار اللغة العربية خزانة ثقافتنا وآصرة عروبتنا :
ـ ففي سوريا بدأ تعريب التعليم الجامعي منذ العام 1919م والنتائج تؤكد نجاح التجربة وتحقيق الأهداف غير منقوصة .
ـ وفي العراق بدأ تعريب التعليم الجامعي منذ العام 1976م والنتائج تؤكد نجاح التجربة وتحقيق الأهداف غير منقوصة .
- وفي السودان في مرحلة الأسلمة بدأ تعريب التعليم الجامعي منذ العام 1990م من منطلق أن العربية خزانة ثقافتنا وآصرة عروبتنا ومشترك حضارتنا ، والنتائج تؤكد نجاح التجربة بجدارة الأهداف تحققت في بلد أريد للإنجليزية فيه أن تسود ، فالمستعمر اتخذ من السودان بوابة لغزوه الفكري لأفريقيا كلها الممهد للتنصير ومسخ الهوية .
- تؤكد تجارب التعريب في هذه البلدان نجاحها وتحقيقها لأهدافها غير منقوصة بل وتحقق فوق كل ذلك :
ـ استيعاب أكبر للمادة العلمية ، وارتفاع نسبة المستويات العلمية بناء عليه .
ـ وتفجير حراكًا كبيرًا في التأليف والترجمة والنشر العلمي باللغة العربية .
ـ وبينما حسب البعض أنه بالتعريب ستنقطع صلتنا بالمعارف الإنسانية حيث لن يتقن طلابنا لغة العلم على حدِّ زعمهم ، فالذي حصل هو العكس تماما فقد تم :
ـ توطين المعارف العلمية والتقانات الحديثة،وهو هدف وطني في غاية الأهمية يسهم بقوة في تحقق الانتماء والولاء الوطني.
ـ والمشاركة في إنتاج المعارف العلمية العالمية . وأخذ العلم الطبيعي والتطبيقي بعد فصله عن فلسفة العلوم الإلحادية السائدة ، ووجه بعضنا فلسفة العلوم إلى إطارها العقلي الكامل و موضوعيتها الحقة في إطار التوحيد الخالص ، بأن يفكر العالِم وهو يشاهد ويجرب ويستنتج ومع ذلك يؤمن بالله وحده لا شريك له ولا معبود سواه فيتحرر من العبودية لمن سواه ، ويشاهد ويجرب ويستنتج وهو موقنٌ أن طريق محمد r هو الطريق الوحيد الموصل إلى الله عز وجل لا طريق سواه ، و يشاهد ويجرب ويستنتج وهو يستشعر أن الحياة ممتدة وغير منفصلة من يومنا هذا إلى الدار الآخرة يوم الدين حيث الجزاء والحساب الفردي على الأعمال المقترفة : ]وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً [[مريم:95] ]لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً[[الإسراء:15]
- أثبتت الدراسات المقارنة أن تخلفنا النسبي في عدد البحوث ففي مصر على سبيل المثال لكل مليون مواطن 24 بحثًا ، والاختراعات ، والكتب المنشورة ، ونسبة الصادرات المصنعة ودليل المعلم ، سببه تنحية اللغة العربية عن التعليم الجامعي ، فلا سبيل لتنمية حقيقية إلا بتعريب التعليم جمعيه [هذا ما أشار إلية د.محمد يونس الحملاوي رئيس الجمعية المصرية لتعريب العلوم وأستاذ الحاسبات بكلية الهندسة جامعة الأزهر أمام مؤتمر تعريب العلوم الذي عقدته رابطة الجامعات الإسلامية في القاهرة .
- والصعوبة الوحيدة كانت في البداية وتمثلت في عدم وجود الكتاب العربي المنهجي المرجعي لبعض التخصصات العلمية ، إلى جانب قاموس المفردات العلمية الموحد ومعجم المصطلحات العلمية ولكن تم التغلب على ذلك لاحقًا وأسهمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) التي أنجزت مؤتمرات التعريب لها وعدد 12 مؤتمر حتى العام 2014م 38 معجمًا موحدا في مختلف العلوم والفنون تضم 200 ألف مصطلح مع التعريفات اللازمة ، منها المعجم الطبي الموحد ، إلى جانب مشاريع معجمية تتعلق بموسوعة علوم التربية مشاركة في توفير هذه الخدمة .
- اليونسكو اعتبرت 22فبرارير من كل عام يومًا للغة العربية ، وهي المعبرة عن ذاتنا وهويتنا وثقافتنا وتاريخنا ، نزل بها القرءان ، وتحدث بها الأدباء والعلماء والشعراء ، والاستخفاف باللغة العربية شعور بالهزيمة النفسية ، وولع المغلوب بمحاكاة الغالب [كما عبّر عنه ابن خلدون غفر الله] في ملبسه ولغته وطريقة حياته . تعلّم لغتنا الأم شرطٌ أساسيٌ للتنمية التي ننشدها ، والمجامع اللغوية العربية أنجزت المصطلحات العلمية والتقنية وصارت متاحة على شبكة الانترنت وفقط المطلوب إرادة سياسية للعناية بلغتنا الأم :
فمتى تعمل د دول العالم العربي أولًا على توحيد نظام التعليم فيها ومتى نجد جامعاتنا كلها تدرس باللغة العربية جميع التخصصات فيها أســوة بسوريا والعـراق والســودان ؟ متى يا ترى متى ؟ وهل تكون اليمن سباقة في هذا ؟
يقولون متى هو : قل عسى أن يكون ذلك قريبا ..
بقلم الاستاذ : محمد يسلم بشير
إنني أعجب كل العجب من دولة عظمى اقتصاديًا كالصين وذات ثقل كبير في توجيه السياسة العالمية فإذا هي تعجز عن حل مشكلة الإيغور المسلمين في الشمال الشرقي منها ، وتترك للاعب الأمريكي وحده أن يقود سير الأحداث في عمق بلدها ، ويستغل حقوق إخواننا المستضعفين لإحداث توتر كلما أراد ذلك لا بغرض إنصافهم فديدنه الكيل بمكيالين ، وإنما بهدف ابتزاز هذا العملاق كما رأى الفرصة متاحة .
ألا تتفقون معي كأصدقاء أن الصين أقرب إلينا نحن المسلمين من أمريكا المتعجرفة لكن ما نسمعه عن إخواننا المسلمين فيها يحزُّ في نفوسنا ، ألا يستطيع العملاق الصيني أن يدخل في حوار مع مواطنيه ! فأنى له أن يقود العالم ؟ وأنى له أن يفتح صفحة مشرقة مع الشعوب المسلمة في العالم ؟ إنني أتمنى أن يسود جو الحوار بين مسلمي الصين وحكومتهم لا بهدف ارتهان المسلمين لتقلبات السياسة كما تفعل أمريكا التي تقود النظام العالمي اليوم ولكن من منظار آخر يراعي حق الإيغور في حياة حرة كريمة . بل من خلال إقرار أن لكل إنسان له تصوره عن الإله (عقيدة راسخة) لا يفرط فيها أو يتنازل عنها ، هذا هو المشترك الأسمى . فماذا علينا عمله تجاه هذا المشترك ؟ إذ لا مجال لتغيير العقائد إلا أن يشاء الله و العنف والجبر محال أن يغير عقيدة إنسان بقدر ما يقود إلى خرابٍ ودمار ، فحروب العقيدة من أشرس حروب الدنيا وأشدها دموية ، لا تتوقف إلا بالفناء للطرفين . فلا ينبغي إكراه أحدٍ على تغيير أو تبديل دينه وعقيدته . هذا هو المشترك الأسمى وبهذا يتم علاجه كل ما حولنا من صراع فيسود الوئام والتنوع الثقافي .
مغاني السناوة والحرف في حضرموت بديوانية سيئون الثقافية
استضافت ديوانية سيئون الثقافية الوالد / ربيع عوض بن عبيدالله مساء أمس الثلاثاء 14/10/2014م وضمن جلساتها النصف الشهرية في محاضرة ثقافية تراثية عن (مغاني السناوة والحرف في حضرموت) .قدم خلال محاضرته الحان من أشعار السناوة والمهن التابعة للزراعة وبعض المهن الأخرى .
بن عبيدالله تحدث بإسهاب عن أشعار السناوة بالمناطق منها سيئون قال :
يامطربه شلو بما تقولون شلو أصوات الهجر بآل سيئون
وعن سناوة تريس والغرفة قال :
مسكين من المقوت قوته يطرد قفا الدنيا وهي تفوته
واستطرد الوالد / ربيع عوض بن عبيدالله من اشعار السناوة بمدوده :
يابو علي كلن يشل كهله كلف يولي والمكان لاهله
ثم انتقل الى الحان أخرى وهي البقّاره التي تعمل بحراثة الأرض حيث قال :
وعم ياثور شفك اليوم بالعراقي والضحى هام والنيران لي في المواقد
واختتم محاضرته الثقافية والتراثية بالحان من سباطة الذرة والتفييش ومن أغاني الصراب وضرب المدر بالرعة .
المؤرخ : جعفر محمد السقاف شكر القائمين على الديوانية على اختيار الموضوع التراثي باستضافتهم بن عبيدالله وعرض على الحضور ماكتبه في كتيب عن الحرف .
كما قدم عاشور مبارك دومان مقطع من أصوات السناوة وكذا المهندس : حسن عبدالله البرقي المدير السابق للإرشاد الزراعي بوادي حضرموت أشاد بالمحاضر .
بداية المحاضرة شكر المهندس : قائد عبدالله الكثيري رئيس الديوانية الحضور وقدم التهاني بعيد الأضحى ، شاكرا الوالد / ربيع عوض بن عبيدالله على الاستضافة للمرة الثانية بالديوانية .