كل يسعى إلى النهضة، والآخر يجتهد لأجل ذلك، وذاك أحيانا يجني الثمار من غير حول ولا قوة، وهذا هو مناط الأمر الذي ينبغي أن نتنبه له معشر مريدي التجديد والانطلاقة اللامحدودة، أي أننا حينما ننظر إلى ما يتداول على ألسنة البعض.. الكم... أو الكيف، وللأسف أحيانا يبدو ذلكم الأمر استبعادا وتحطيما للقدرات والجهود التي ممكن أن تغير أو تقدم شيء جديد ونوعي بل ومتميز للمجتمعات، أي أنه ولربما لا تكون الكثرة هي لوحدها يمكن أن تدرك بها الحقائق وتخرج إلى حيز التنفيذ والواقعية ما لم تختلط بالنوعية والكفاءة، وهنا نقطة نظام أخرى وهو أننا في معترك الحياة أحيانا يكون مفترضا بين الكفاءة والانتماء إذ أننا بحاجة ماسة لاعتبار أو لأخر، ولذلك نجد أن تقدم المجتمعات صغيرة وكبيرة إنما يكون بأهل التخصصات ومن كل الشرائح، بل ودعمها وتشجيعها وتذليل الصعاب التي قد تحول بينها وبين الوصول إلى مبتغاها من خدمة للمجتمع والمساهمة في الارتقاء به نحو الأفضل وفق خطوات مدروسة ومراحل متوازنة وليس المعنى أن تخلو من الرقابة وتقديم الملاحظات بل ووضع المؤشرات المرحلية والواقعية التي تطمح لها المجتمعات باختلاف طبيعتها وظروفها الداخلية والمؤثرات الخارجية، حينها إذن سنرى أن الجهود ستتضافر والقدرات والمهارات ستتميز وتنمو بين الحين والآخر لذا ممكن بعد ذلك أن نهتف ولكن بكل بفخر واعتزاز: (أن الصفوة من الرغوة).
بقلم الاستاذ : منير خميس بن وثاب