اطلالة على استحياء في الذكرى الخمسين لرحيل حافظ إبراهيم حضرموت ..الشاعر حسين محمد  البار

 لست بصدد الكتابة لكنها مساهمة بحثت عنها واعدتها نشرا علها تلقي ظلالا على رجل قد رحل  ففي التاسع من مارس تحل علينا ذكرى وفاته الخمسين ، ففي كتاب المؤرخ سعيد بن عوض باوزير (الفكر والثقافة في التاريخ الحضرمي):وردت هذه الفقرة :

أما الشاعر الذي أرشحه ليكون حافظ ابراهيم حضرموت فهو الشاعر حسين محمد البار ، فكما كان حافظ ابراهيم شاعر الشعب المصري الذي يعبر عن آلامه وآماله ، كذلك كان حسين البار كما يصفه الأستاذ سعيد عوض باوزير وهو يؤبنه في أربعينية وفاته عام 1965: ان وفاة البار تركت فراغاً كبيراً في محيطنا الأدبي والفكري ليس لدينا من يشغله.

فهو بحق الشاعر الحضرمي الوحيد الذي ظل إلى أن فارق الحياة لسان حضرموت الناطق المعبر عن أفراحها وأتراحها المترجم لآمالها وآلامها. والشاعر حسين البار هو الذي كانت له لقاءات فنية عديدة مع الفنان محمد جمعة خان بحكم أنهما كانا يعيشان في مدينة واحدة هي المكلا عاصمة محافظة حضرموت وكان بيتاهما متجاورين تقريبا، وكان لحسين البار دور بارز في النشاط الصحفي في حضرموت حيث اصدر صحيفة (الرائد) الأسبوعية التي لعبت الى جانب زميلتها صحيفة (الطليعة) التي كان يصدرها الأستاذ أحمد عوض باوزير دورا مهما في نشر الوعي والتعبير عن القضايا والهموم المختلفة للشعب كما أصدر الشاعر في حياته ديوان واحدا هو (من أغاني الوادي) وله أعمال كثيرة لم تنشر بعد

وهي جديرة بالتامل والتمحيص فمن يقرأ البار الشاعر يجد رصانة اللفظ .. وجزالة المعنى ..

ويمضي المؤرخ باوزير وقد كتب مقدمة ديوانا للشاعر حسين البار إذ يقول:"من الممكن إرجاء الأغراض الشعرية التي عالجها شاعرنا البار في هذا الديوان إلى خمسة أغراض رئيسية هي : النسيب والطبيعة والاجتماع والرثاء والمديح وحينما يختتم المقدمة الأستاذ باوزير يقول أعترف أن هذه المجموعة الشعرية ستقدم إلى قراء العربية صوراً من الحياة في حضرموت عن طريق أفكار الشاعر وخلجات نفسه واسترجاع نوازعه وعواطفه ولن يفلح غير الشعر في تسجيلها والإبانة عنها ولو لم يكن للديوان غير هذا الفضل لكفى فرحم الله الأستاذ باوزير حينما أوفى وأستوفى .

في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة جاء فيها هذا التعريف :

حسين بن محمد البار هو شاعر يمني. ولد عام 1918 في قرية القرين بوادي دوعن. تلقى تعليمه الأولي على يد والده، بعد وفاة والده استمر في تثقيف نفسه بالمطالعة. وفي العشرين من عمره انتقل إلى جيبوتي ليعلم الجالية اليمنية هناك علوم الدين واللغة العربية، ثم عاد إلى إلى الوطن واستقر في عدن فترة قصيرة بعدها عاد إلى قريته في حضرموت وتفرغ لكتابة الشعر. انخرط في مجال الصحافة، مارس المحاماة فترة من عمره. صدرت له ثلاثة دواوين: من أغاني الوادي (صدر 1954)، أصداء (صدر 2004)، الأغاني (صدر 2004).

بينما ذكر الأستاذ  حداد أبوبكر بلفقيه في مقال بالعدد (الواحد والثلاثون) ديسمبر 2003م

(شعاع الأمل) ان الشاعر البار بتواضعه الجم يعد إقدامه على جمع وطبع ديوانه حماقة وفي موضع آخر يعد هذه عملية خطيرة إذ يقول: " ويعلم الله أني ترددت كثيراً وطال بي التردد قبل الإقدام على هذه العملية الخطيرة " وهؤلاء الأدباء الكبار ومهما قدموا يرون أنه قليل ولايقدمون على عمل أدبي أو ثقافي إلاّ بعد فحصه تماماً والتأكد من صحته وجودته ورغم هذا كله يرون أنه لم يبلغ الدرجة المرجوة لديهم فنعم الرجال هؤلاء ونعم التواضع تواضعهم واعترافهم بالتقصير .

وحينما نطالع أولاً رسم صورته فهو ذو طلعة بهية وشخصية ذكية وهمة عالية ونفس أبية هذه الأوصاف تنبئك عن صورته الحقيقية ولقد قال عن رسمه في أول ديوانه :

هذا خيالي فانظريني

ثم اذكريني القلب من ألم الحنين

وعسى يبثك ما يعاني

القلب من ألم الحنين

ويتحدد ميلاد الأديب حسين البار في سنة 1937م بمديرية دوعن قرية القرين حيث تربى وترعرع بها وأخذ تعليمه بمعهدها الديني لكنه لم يقف عند ذلك الحد بل تشبع ذاتياً بقراءة ومطالعة أمهات الكتب الأدبية فقرأ مقامات الحريري وبديع الزمان ونهج البلاغة ودواوين أبي ربيعة والمتنبي والمعري والشريف الرضي وغيرهم ، كما لم يغفل عن أدباء بلاده فقرأ لإبن شهاب وصالح الحامد وباكثير .

للشاعر حسين بن محمد البار ديوان شعر يسمى (أغاني من الوادي) وقد طبع على نفقة ناشره علي بن حامد البار في 1954م وقد كتب شاعرنا حسين لابار كلمة متواضعة في مقدمة ديوانه قائلاً : " واليوم وبعد هذه الحماقة فلأذكر أن هذه المجموعة هي ديواني الأول وأني قسمتها إلى أربعة أبواب هي :-

الوجدانيات والطبيعيات والعبرات والمتنوعات .. إلى آخر ماقال .

إن الشاعر البار بتواضعه الجم يعد إقدامه على جمع وطبع ديوانه حماقة وفي موضع آخر يعد هذه عملية خطيرة إذ يقول: " ويعلم الله أني ترددت كثيراً وطال بي التردد قبل الإقدام على هذه العملية الخطيرة " وهؤلاء الأدباء الكبار ومهما قدموا يرون أنه قليل ولايقدمون على عمل أدبي أو ثقافي إلاّ بعد فحصه تماماً والتأكد من صحته وجودته ورغم هذا كله يرون أنه لم يبلغ الدرجة المرجوة لديهم فنعم الرجال هؤلاء ونعم التواضع تواضعهم واعترافهم بالتقصير .

ونطالع مقطعين من بعض اشعاره :

دمي يوم بعدك أمسى مراقا *** وقلبي إليك ظل يهفوا اشتياقا

تطيف بي نزعات الحنين *** وتحترق النفس منها احتراقا

وأذكر ليل الوصال الذي **** نبيت به في الهوى نتساقى

__________________

يامن على البعد أهواها وتهواني *** ما ذا أفادك تعذيبي وحرماني ؟

عصفت في بآمال مفتحة *** مثل الزهور سقاها دمعي القاني

سخرت من مدمعي الباكي ومن المي *** وما يجيش به صدري ووجداني

 

بقلم : احمد زين باحميد 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص