حضرموت اليوم / سيئون / حاوره : علي باضاوي
ضيفنا في الحلقة الرابعة من سلسة حكاية (لأهلي والأحقاف) هو حامي عرين النادي الأهلي السيئوني وحارسه الأول الكابتن / عرفان عوض بن عباده ، الذي أشاد بموهبته كل من عاصروه في تلك الحقبة .. ضيفنا من الشخصيات القلائل التي ساهمت في تطوير الحركة الرياضية في وادي حضرموت كلاعب ثم من خلال تقلده لعدة مناصب في المجال الرياضي . . بن عباده حدثنا عن هذه المساهمات بالتفصيل في هذا اللقاء ، كما حدثنا عن حكاية الهدف الملغي الذي أعطى كأس البطولة لناديه الأهلي على حساب المنافس التقليدي نادي الأحقاف ..
كل ذلك وأمور أخرى في هذا الحوار .. فتابعو معنا : حاوره الأخ / علي عبيد باضاوي
قبل أن أجيب على الأسئلة المطروحة ، أتقدم بالشكر الجزيل لـ (حضرموت اليوم ) على إتاحتها لي الفرصة للتحدث للقراء عن زمن منسي من رياضة سيئون في الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي الذي عاشت فيه لعبة كرة القدم أوج ازدهارها بالرغم من تواضع الإمكانيات .. ومن خلال السطور القادمة سأحاول باقتضاب تسليط الضوء على تلك الحقبة معتمداً فقط على ذاكرتي الخاصة لعلها تسعفني في الإجابة على تساؤلات أخي / علي عبيد باضاوي ، الذي أكن له كل تقدير واحترام ..
? عرفنا باختصار عن بطاقتك الشخصية ؟ وإسهاماتك الرياضية ؟
* الاسم : عرفان عوض عبيد بن عباده .
* تاريخ ومحل الميلاد : 1954م – سيئون حي الحوطة .
* الحالة الاجتماعية : متزوج وأب لأربعة أولاد وبنتين .
* المؤهل الدراسي : ماجستير صحافة من جامعة (منسك) روسيا البيضاء ، الاتحاد السوفييتي سابقاً عام 1985م.
* العمل : متقاعد .
* أما إسهاماتي الرياضية السابقة والحالية أوجزها في التالي :
• حارس مرمى أساسي بنادي الأهلي بسيئون من عام 1968 – 1972م
• رئيساً للمنطقة الرياضية بالوادي (فرع اتحاد الكرة حالياً) سابقاً لعدة سنوات ، وعضواً باللجنة التنفيذية بالمجلس الأعلى للرياضة بالوادي في الثمانينيات .
• رئيساً لنادي سيئون الرياضي للفترة من عام 19987 – 1990م .
• شغلت عدة مناصب في فرع اتحاد كرة القدم بالوادي مؤخراً ، منها :
- رئيساً للجنة المسابقات وأميناً عاماً للفرع من نهاية عام 2007 وحتى بداية عام 2009م .
- مراقب إداري لبعض المباريات ولا زلت إلى اليوم عضواً فاعلاً في فرع اتحاد الكرة بالوادي .
هذه إسهاماتي المتواضعة في المجال الرياضي وخاصة ما يتعلق بكرة القدم ، وأسأل الله أن يمد لي في عمري لمواصلة هذا العطاء .
? كيف كانت بدايتك مع كرة القدم ؟
بدايتي كانت كبداية أي لاعب آخر ، بدأتها من الشارع في اللعب كحارس مرمى لفريق الإسماعيلي بساحة الحبيب علي بن عبدالله السقاف ثم في المدرسة عندما كنت بالنهضة ثم الإعدادية والثانوية وفي ذلك الوقت نفسه كنت ألعب مع أشبال نادي الأهلي بسيئون ثم الفريق الأول بالنادي ، الفضل يعود لانضمامي إلى النادي إلى الآباء سعيد سالم باحفين، ومرعي أحمد مرسال، ومحمد عبدالرحمن الحداد، وعلي أحمد باعوافي، رحمهم الله ، وأيضاً عبدالله عمر باحشوان (العبيدي) وهم من أخذوا بيدي وشجعوني على الانضمام واللعب في صفوف نادي الأهلي آنذاك .
? هل تتذكر أول مباراة رسمية مع ناديك الأهلي ؟
نعم .. أتذكرها جيداً ، كانت عام 1968م مع نادي الشباب بتريم ، بملعب البلدية سابقاً (جواس حالياً)، ولعب في هذه المباراة معي في الدفاع : المرحوم عمر أبوكر السقاف، وأخوه محمد، وعوض محفوظ ميسري، والقزقز .. وفي الوسط والهجوم : أحمد بن سعد (كعروره) ، ورمضان بلغيث، ومسهل فرحان، وآخرين لا أتذكرهم ، وانتهت المباراة بفوز الأهلي بهدف مقابل لا شيء ، حيث قدمت فيها مستوى رائع وأنقذت مرماي من عدة أهداف محققة ، وكانت هذه المباراة سبباً في ظهوري وبروزي كحارس مرمى متمكن، ثم واصلت معها المشوار حتى النهاية .
? من المدافع الذي كنت تطمئن بوجوده أمامك أثناء المباريات ؟
كثير هم المدافعين الذين كنت أطمئن بوجودهم معي في المباريات التي لعبتها مع النادي في فترات مختلفة ، ولعل من أبرزهم الأستاذ المرحوم عمر أبوبكر السقاف، والمرحوم عبدالعزيز خميس مدحي، والأخوان أبوبكر حسن العيدروس (ود حسن)، وعوض مبارك باصحيح ، وغيرهم آخرين لا أتذكرهم، إضافة إلى مهندسي الوسط بالنادي غالب صالح الحامد وعبدالدائم يسلم عبدالدائم المتميزين .
? من هو المهاجم الذي يخشاه عرفان بن عباده ؟
كما يعرف الجميع بأن الكرة الحضرمية خاصة واليمنية عامة عاشت عصرها الذهبي في الستينيات والسعبينيات والثمانينيات من القرن الماضي واللاعبون آنذاك كلهم نجوم تقريباً ، ولكن هناك من المهاجمين المميزين الذين يشار إليهم بالبنان ممن يعرفون الوصول للشباك ويخشاهم الحراس - وأنا منهم - أمثال : صالح عبدالله بلال رحمه الله، وحسين علوي كريسان، وسالم عوض باجيده، وسعيد أحمد مرسال، وحسين محمد السقاف (أبو أنور) ، وسقاف أحمد السقاف، وعلي جمال الليل، وآخرين من النجوم .
? أنت تتابع المباريات - إلى وقت قريب .. برأيك من هو أفضل حارس في ذلك الوقت ؟ وأفضل حارس في السنوات الأخيرة ؟
في ذلك الوقت برز من الحراس العمالقة منهم : عمر عبّاد (اتحاد شبام)، وحسين حامد المشهور، وعباس علي الحامد (بوسليمان) رحمهم الله ، وأيضاً محبوب فرج أمان وأبوبكر سالم بن صافي، وفريد الحيد، وعمر كرامه عباد، وعمر سالم السيود، ونبيل بن عانوز.. وهؤلاء من عرفتهم شخصياً وشاهدت لعبهم من خلال المباريات .
أما في السنوات الأخيرة فلا يوجد ذلك الحارس الذي قدم مستوى جيداً ، واستمر في اللعب لعدة سنوات باستثناء سعيد أمان المهري .
? أفضل مباراة لعبتها ؟ ولماذا ؟
أفضل مباراة لعبتها مع منتخب معسكر الشباب والطلاب (معسكر 15 يوليو) الذي أقيم في (قسم وشبام) عام 1970م ، وكانت المباراة مع نادي الأحقاف بسيئون بملعب جواس بسيئون ، أما لماذا فلأنني أنقذت مرماي من عدد كبير من الأهداف المحققة وأبطلت العديد من الهجمات الانفرادية وكنت بحق أفضل لاعب ونجم تلك المباراة بشهادة جميع من حضر المباراة .
? هل تتذكر موقف ظريف أو غيره حصل لك داخل أو خارج الملعب آنذاك ؟
موقف ظريف جداً حصل لي في مباراة عام 1970م بين الفريقين المتنافسين (الأهلي والأحقاف) على كأس المنطقة الرياضية آنذاك ، وذلك في الدقائق الأخيرة من المباراة عندما انفرد مهاجم الأحقاف الخطير سالم عوض باجيده بي واحتكيت معه بالكرة إلا أنه وبخبرته ومهارته استطاع أن يفلت مني بالكرة ويسجل هدفاً في مرماي على إثر تسجيل الهدف ارتميت على الأرض ولم أقم من كثرة قهري وحسرتي على تسجيل الهدف ، ولما رآني الحكم والكرة لا تزال في السنتر قبل لعبها أتى الحكم إلي وأعلمته بأني مصاب جراء الاحتكاك من المهاجم وصدقني الحكم وألغى الهدف واحتسب خطأ على اللاعب وسط استغراب وذهول الجميع ، علماً بأن هذه المباراة انتهت بفوز النادي الأهلي بهدف مقابل لا شيء ، نال به الأهلي كأس المنطقة الرياضية ، ولعل الكثير يتذكر هذه الواقعة الظريفة ، وخاصة اللاعب باجيدة نفسه ، وأعتذر له من على (حضرموت اليوم) على هذه الخدعة التي تصنعتها (فالحرب خدعة) وذلك بعد مضي ما يقارب أربعة عقود من الزمن على حدوثها .
? وماذا تتذكره أيضاً من رياضة زمان ؟
آه .. آه .. (لا تذكرني بشيء ** أنا قلبي قد نسي) مع الاعتذار للفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه، إن ما أتذكره من رياضة زمان كما يتذكره الآخرون المعاصرون ، فرياضة زمان تعني : المستوى، الإخلاص، التفاني، الانتماء الحقيقي للنادي والارتباط الدائم به، نكران الذات والتضحية والتصميم على تقديم ما هو أفضل .. هذه من أهم سمات الرياضة والرياضيين زمان ، وهذا معظم ما نفتقده في رياضة ورياضيي اليوم ، فرياضة زمان حقيقية بما تحمله الكلمة من معنى رغم محدودية الإمكانيات كما أن رياضة زمان لم تتلوث بداء المادة المنتشر الآن .. فلاعب اليوم يختلف عن لاعب الأمس ، إذ لا تتوافر لديه عوامل الإخلاص والتفاني وتطوير مستواه ، والحنق على مصالح النادي وسمعته ، إذ يهمه فقط تقديم مصالحه الخاصة على مصالح النادي العامة من خلال إملاء شروطه على النادي وكم سيدفع له من مال على كل تمرين ومباراة ونوع المستلزمات التي سيقدمها النادي من جزمات وبدلات وغيرها ، والأكثر من ذلك عدم اكتراثه بنتيجة المباراة التي يلعبها ، والمؤسف أن ترى اللاعب يخرج من المباراة وفريقه مهزوم وهو يضحك وكأن شيئاً لم يكن ، على عكس لاعب زمان تراه إذا خرج فريقه مهزوماً يبكي بحرقة ويخرج من الملعب وهو مطأطأ الرأس مكسور الجناحين بالرغم من أن الهزيمة كانت موضوعية وقدم اللاعبون كل ما يقدرون عليه من عطاء في المباراة ، مع لإيمانهم أن الرياضة في الأخير فوز وخسارة .
? كلمة أخيرة في نهاية اللقاء ؟
أود في الأخير أن أكرر شكري على إتاحتها لي ولغير من قدامى الرياضيين ممن سبقوني بالتحدث عن حقبة زمنية جميلة شهدتها رياضة وادي حضرموت لنفض الغبار عن خفاياها وذكرياتها المشوقة والغوص لكشف سبر غورها ليتعرف الجيل الجديد على ما قدمه قبلهم أسلافهم الرياضيين من أجل الاقتداء بهم والاستفادة من تجاربهم الناجحة سيما وأنهم دفعوا لأنديتهم ولم يقبضوا من النادي حتى لوازم اللعب من جزمات وغيرها يقومون بشرائها على حسابهم الخاص . كما أتمنى أن تتاح مثل هذه الفرصة لأبرز من بقي من الجيل القديم من رياضيين على قيد الحياة الذين صالوا وجالوا في ملاعب وادي حضرموت أيام زمان وقدموا مستويات كبيرة لازالت وستظل عالقة في أذهان محبي اللعبة ممن عاصروهم ، أن يتم البحث عنهم فهم موجودون لتستضيفهم الصحيفة في أعدادها القادمة للتحدث وتسليط المزيد من الأضواء عن جوانب مختلفة في رياضة زمان ، ربما يجهلها الكثير من الناس اليوم..
واستميحوني عذراً على الإطالة وشكراً.
نشرفي صحيفة سيئون العدد 52 لشهر أغسطس 2009م