الصقر يغير خارطة الأبطال بفوزه ببطولة الدوري للمرة الثانية

حضرموت اليوم / متابعات

 شكل حصول فريق صقر تعز على بطولة الدوري العام لكرة القدم لأندية الدرجة الأولى في نسخته الـ 18 الموسم المنصرم للمرة الثانية في تاريخه تغيرا نوعيا في خارطة الأبطال لهذه البطولة في تاريخ مسابقة الدوري منذ انطلاق أول دوري تصنيفي في العام 1991م.

فلم يعد لقب "بطل الدوري" منحصرا في المسميات الكلاسيكية للدوري العام المعروفة وهي الأهلي صنعاء والتلال عدن ووحدة صنعاء وشعب إب والهلال الحديدة بل دخل الصقر كرقم جديد وصعب في خانة الأبطال والألقاب.

وفوق ذلك أفتتح الصقر شريط دخول الكرة اليمنية في بطولات المحترفين في ظل المعايير الاحترافية الجديدة تمهيداً لإدراج الأندية اليمنية ضمن الأندية المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي بحلول الموسم 2011 ، خاصة أن الصقر يعد أفضل الأندية اليمنية وأكثرها التزاما بالشروط والمعايير الاحترافية التي ساهمت بشكل كبير في حصول الفريق الصقراوي على لقب البطولة هذا الموسم ، وهو الأمر الذي من شأنه إضافة نوع من الإثارة والندية للدوري في المواسم القادمة سيما أن فريق مثل الصقر لديه مقومات المنافسة على البطولات في المواسم القادمة وانه لا مجال لأي نادي لا تتوفر فيه معايير الاحتراف للمشاركة في دوري المحترفين والمنافسة على حصد لقب البطولة.

ولم يكن الطريق مفروشا بالورد للصقر لإحراز اللقب الموسم المنصرم الذي يعد في نظر الكثيرون أطول دوري في العالم على اعتبار انه أنطلق متأخراً وانتهى كذلك متأخراً مقارنة بالدوريات العربية التي انتهت منافساتها منذ وقت مبكر ومن أفضل البطولات التي شهدتها المسابقة الرسمية الأولى في اليمن منذ انطلاقها بعد قيام الوحدة اليمنية 22 مايو 1990، من حيث المستوى الفني والتنافس الساخن في المقدمة والمؤخرة.

لكن هذا اللقب جاء بعد مخاض وجهد كبير بذله الصقر في ظل مطاردة وملاحقه شرسة من أقرب منافسيه التلال على اللقب حسم في الجولة قبل الأخيرة عندما فاز الصقر على جاره أهلي تعز بهدفين نظيفين، وخسر التلال من مضيفه العروبة بثلاثية نظيفة، مكن في الأخير الصقر بإحراز الدرع ليعيد الفرحة والبسمة إلى مدينة الحالمة تعز بعد غياب دام ثلاثة مواسم من أول مرة أحرز فيها الصقر بطولة الدوري في موسم 2005 / 2006.

وشهد الدوري اليمني هذا الموسم الثبات والاستقرار في صدارة ترتيب الفرق التي حافظ عليها الصقر تعز منذ أول جولة وحتى النهاية ، وسط مطاردة شرسة ومستمرة من قبل التلال عدن ، في سيناريو يتكرر للموسم الثاني على التوالي بعد أن كان أهلي صنعاء والهلال الحديدة قد خاضا نفس السباق في الموسم الماضي بعكس المواسم السابقة التي كان فيها مسلسل صدارة ترتيب فرق الدوري تتناوب من فريق لآخر، ومن جولة إلى أخرى، حتى الجولات الأخيرة من مشوار المسابقة الكروية.

كما ظهر هذا الموسم في مرحلتيه الذهاب والإياب سيناريو انعدام التوازن لدى فرق قوية كان يتوقع لها أن تكون من ابرز المنافسين على الصدارة والمحافظة على انجازاتها في الموسم الماضي لكن مستواها تذبذب وتدهور من جولة إلى أخرى وكان في وضع لا يحسد عليه أبرزها الهلال الحديدة حامل ثنائية الموسم قبل الماضي الدوري والكأس لأول مرة في تاريخ كرة القدم في الساحل الغربي الحديدة ، وظهر الهلال بمستوى متواضع ومهلهل منذ أول مباراة خاضها في البطولة نتيجة المشاكل الإدارية في النادي ، مما انعكس بالسلب على أداء الفريق الذي تجرع 12 هزيمة في 26 جولة هو الأمر لم يحصل للهلال من قبل في مسابقات الدوري منذ صعوده لدوري الأولى لكنه استطاع قبل اختتام البطولة بجولتين ضمان البقاء في دوري الأضواء.

بينما ارتضت فرق أخرى البقاء في منطقة الأمان مثل أهلي صنعاء ووحدة صنعاء والعروبة، فيما فرق لم يتوقع أن تكون من ابرز المنافسين على لقب البطولة وقفزت إلى المقدمة أبرزها شباب البيضاء الذي حصل على المركز الثالث برصيد 44 نقطة، وكان فارس رهان البطولة في مرحلتيها الذهاب والإياب ومعه أهلي تعز الذي حصل على المركز الخامس برصيد 41 نقطة وهو الفريق الصاعد لدوري الأضواء هذا الموسم.

تتويج مستحق ..!!

لم يكن فوز الصقر بالدوري مفاجئاً للكثيرين بالنظر إلى ما حققه في الموسميين الماضيين عندما نال المركز الثالث بعد منافسة شرسة لإحراز اللقب حيينها، ليدخل هذا الموسم بقيادة مدربه المصري إبراهيم يوسف متسلحاً بكتيبة من اللاعبين المحترفين الأجانب والمحليين وعينه على البطولة لا سواها وهو ما تحقق في نهاية المطاف ليكون ذلك ترجمة لخطط وبرامج مرسومة جندت لها الكثير من الطاقات والجهود، حيث أصبح الصقر ناديا مكتملا ونموذجيا بدأت من منشأة رياضية رائعة تحتضنها تعز، وفي الأفق ملعب أخر ومسبح وأماكن ترفيهية ، والصقر لديه مدرسة ناشئين يشرف عليها اختصاصيون، لذلك فقد أظهر الصقر انه صاحب حظوظ كبيرة في مواصلة تميزه في الموسم المنصرم حيث ظهر الصقر ومنذ انطلاقة المباريات في نسق رائع بوجود فريق مكتمل خاصة انه ظل متمسكاً بصدارة الدوري منذ الجولة الأولى وحتى النهاية في انجاز غير مسبوق من قبل لأي فريق في أن يحافظ على صدارته ويحرز اللقب.

وعزز من ذلك بحسب رأي النقاد الرياضيون أن أحد أعمدة الصقر الرئيسية التي ساهمت بشكل كبير في التحليق نحو المجد هو الاستقرار الإداري والفني ، الذي كان إضافة نوعية متميزة للصقور، فرسموا التألق والإبداع واكتسحوا الخصوم في معظم المباريات، بغض النظر عن الإخفاقات التي رافقته في بعض مراحل البطولة لكنه سرعان ما كان يعود إلى تألقه، وظهور الصقر القوي في الجولات الأولى وحتى النهاية جعله في الواجهة كأحد القادرين على الوصول إلى التتويج، فهو ظهر في الدوري كأفضل فريق متجانس، يلعب كرة جميلة، وظهر بمستوى ثابت ومتدرج نحو الأفضل ، وفعلاً بمرور الجولات رسخ الصقر ذلك وجعل معظم المتابعين إن لم يكن كلهم يعلنون أن الصقر قادم لا محالة ليعانق اللقب ويسجل اسمه في قائمة الأبطال، وهو ما كان إذ توج من وقت مبكر وحقق أمانيه وأماني جمهوره وإدارته الذين كانوا سنده في كل مراحل مشواره.

لذلك فإن التتويج الصقراوي كان غير مفاجئا واستحقه شهادة الجميع ، بسطور العطاء والجهد الصقراوي المبذول على المستطيل بأقدام لاعبيه الذين تميزوا كمجموعة وكانوا نجوماً حقيقيين أجاد جهازهم الفني كيفية تسخير إمكانياتهم في الملعب وتحقيق الانتصارات، ليحتفل الصقر تعز بإحراز الدوري للمرة الثانية في تاريخه، وسبق ان نافس في المواسم الثلاثة الماضية لكنه سرعان ما كان يتراجع ، وهذا الموسم استمر في التقدم نحو الأمام ووصل إلى تحقيق حلمه الثاني في كرة القدم وهو الفوز بالدرع الغالي منذ أن تأسس عام 1969 ، ويطمح الصقر إلى إحراز ثلاثية الموسم من خلال إحراز كأس الوحدة بعد وصوله إلى النهائي وكذا كأس رئيس الجمهورية ليكتمل فرحته بتحقيق الثلاثية ليشكل إنجاز جديد وغير مسبوق للكرة اليمنية عامة ومدينة تعز الحالمة ويقف وراء الصقر إدارة واعية وفاهمة وداعمة للفريق بسخاء برئاسة رجل الأعمال المعروف شوقي احمد هايل الذي تكللت جهوده ودعمه السخي لفريقه بالنجاح ليتبوأ الصقر أعلى المراتب ويحقق أكبر وأهم الانجازات للنادي، في ظل نائب رئيس نادي وهو رياض الحروي لا يكل ولا يمل في متابعة شئون الفريق وتوفير كل متطلباته لتحقيق الهدف المنشود.

ويعتبر الصقر حاليا أفضل الفرق اليمنية استقراراً من الناحية المالية بفضل دعم رئيسه الذي ينتمي لأكبر مجموعة ناجحة اقتصادية واستثمارية في اليمن والذي رصد 30 ألف ريال لكل لاعب في كل فوز يحققه الفريق وهو مبلغ كبير يحلم به أي لاعب في أي فريق ، كما وفر للفريق كل الإمكانيات لتحقيق الهدف المنشود وهو إحراز لقب البطولة من حيث التعاقد مع مدرب أجنبي مقتدر من مصر وكذا التعاقد مع أفضل اللاعبين المحترفين الأجانب و المحليين.

وأرجع صاحب الانجاز الكبير رئيس النادي شوقي احمد هايل سعيد انعم سر إحراز فريقه البطولة إلى تضافر كل الجهود الفنية والإدارية، وأن الانجاز الذي حققه الفريق هذا الموسم ببطولة الدوري والوصول لنهائي كأس الوحدة هو نتاج عمل جماعي لا يحسب لرئيس النادي فقط بل لكل الصقراويين وعلى رأسهم الجماهير التي ساندت الفريق في مختلف المراحل عند الفوز والخسارة وهذه هي طبيعة كرة القدم.

وأضاف شوقي هائل:" انه سعيد بما وصل إليه الصقر في مختلف الجوانب سواء من حيث منشآته أو من حيث الانجازات الرياضية في مختلف الألعاب وليس في كرة القدم فحسب وأشار أن إدارة الصقر تطمح لتنفيذ خطط بعيدة المدى تجعل من الصقر مؤسسة رياضية يمنية نموذجية متكاملة يفتخر بها كل يمني من أقصى البلاد إلى أدناه".

وأضاف هايل:" إن إدارة النادي حرصت منذ انطلاق مشوار الدوري على أن يكون للصقر شأنا أخر هذا الموسم، ويستعيد اللقب الذي أحرزه قبل ثلاثة مواسم للمرة الأولى، خاصة ان هذه الفريق تم تجهيزه وإعداده مبكراً ، ولذا عمدنا أولا على تهيئة الأجواء والمناخات الملائمة باختيار المدرب الكفء من مصر وتعزيز صفوف الفريق بأسماء لها وزن، ثم بدأنا مرحلة الإعداد البدني والنفسي ، وعندما تأكدنا من أن الصقر جاهز لخوض غمار المنافسة ، خرجنا إلى الشارع الرياضي لنقول " الصقر حديد" وأنه سيخوض المنافسة وعينه على إحراز اللقب الغالي هذه المرة، وبالفعل كما شاهدت الجماهير والأوساط الإعلامية الرياضية قدم فريقي الصقر منذ الأسبوع الأول عروضا قوية وبشهادة مدربين كبار قالوا إن الصقر بما يمتلك من قدرات بشرية وإمكانيات مادية هائلة قادر على أن يكون الأفضل هذا الموسم ، وان الحماس الذي صنع نجومية اللاعبين كان له دور كبير في تحقيق النتائج الايجابية ".

وقال": الحمد لله تحقق ما نريده ثم انه يجدر بنا القول أن الانجاز الذي تحقق ليس للصقراويين وحدهم فسحب، بل انه لأبناء محافظة تعز المتعطشين لاستعادة الانجازات ، كما يقال إن تعز ظلت " حالمة " في نظر عامة الناس ، وقد آن الأوان إن تخرج أزمة الحلم إلى فضاء الحقيقة لتشطب من ذاكرة الناس فكرة أن تعز مجرد رقم عادي ، بالعكس تعز الآن بدأت تنهض في مختلف المجالات واعتقد أن النجاح في أي مجال سيسحب نفسه من المجالات الأخرى، كما حدث في مجال الرياضة.

وتشير إحصائيات مباريات الدوري إلى أن الصقر احتل المركز الأول كأكثر الفرق فوزا حيث فاز في 16 مباراة جمع فيها 52 نقطة وتعادل في أربع وخسر ست كأقل الفرق خسارة، كما أن الصقر أكثر الفرق إحرازا للأهداف بـ 43 هدفا، وأقوى خط دفاع حيث لم يدخل مرماه سوى 23 هدفا ومعه فرق أهلي صنعاء وشباب البيضاء.

فيما جاء فريق التلال الحاصل على المركز الوصيف أيضا ثانيا بين الفرق الأكثر فوزا حيث فاز في 14 مباراة جمع فيها 47 نقطة وتعادل في خمس وخسر سبع ثاني أقل الفرق خسارة ومعه فرق أهلي ووحدة صنعاء ، فيما اعتبر التلال ثاني أقوى هجوما بعد الصقر حيث أحرز 42 هدفا ، فيما دخل مرماه 25 هدفا.

فيما حصل شباب البيضاء على المركز الثالث برصيد 44 نقطة بفارق نقطة عن أهلي صنعاء الذي فاز على اتحاد إب بثلاثة أهداف مقابل هدف في الجولة الأخيرة ، ليحتل المركز الرابع.

كما شهد الصراع في القاع تنافساً ساخناً من اجل النجاة من الهبوط الذي كان يهدد سبع فرق وحسمت منافساته لأخر ثلاث فرق تهبط إلى دوري المظاليم برفقة اليرموك صنعاء الذي تأكد هبوطه مبكراً ، وحسم ذلك في الجولة الأخيرة حيث ودع الشعلة عدن دوري الأضواء والشهرة رغم فوزه على سلام الغرفة من وادي حضرموت الذي عاد من جديد لدوري الدرجة الثانية بعد أن كان قد صعد منه هذا الموسم لأول مرة ولم يحالفه الحظ للبقاء وبقي بدلا عنه فريق شعب إب الذي ظل في الدرجة الأولى بعد فوزه الكبير على الهلال الحديدة بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليظلا الشعب والهلال في دوري النخبة وهما الفريقين اللذين كانا مهددين بالهبوط هذا الموسم ، كما هبط وحدة عدن العريق إلى دوري المظاليم رغم فوزه على الصقر المتوج بلقب الدوري بهدف وحيد.

صراع الهدافين وغياب الهداف المحلي

شهد سباق الهدافين صراعاً ساخناً بين المحترفين الأجانب واللاعبين المحليين حسمه في النهاية المحترف الكنغولي في صفوف التلال أمبويو بإحراز لقب هداف النسخة الـ18 من الدوري برصيد 15 هدفا بفارق خمسة أهداف عن أقرب ملاحقيه الثلاثي علي النونو من أهلي صنعاء، الأثيوبي يوردانوس من الصقر ، والمصري شعبان مصطفى من العروبة ، فيما جاء ثالثا المحترف الكنغولي في صفوف أهلي تعز موتشمبا بتسعة أهداف.

وبإحراز المحترف الكونغولي أمبويو حدث ما توقعه مراقبون بان المحصلة النهائية في هذا الموسم كالموسمين الماضيين ضعف الهداف المحلي بغض النظر عن كثير من التقلبات التي عاشتها الأندية والظروف التي لعبت تحت ضغطها ،وبروز الهداف المحترف الأجنبي كما حصل في الموسم الماضي مع المحترف الإثيوبي لاعب أهلي صنعاء المي انتونا وقبله المحترف الكونغولي امبويو لاعب الشعلة.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص