الكابتن عمر سالم السيود بو صبري لـ (حضرموت اليوم)

مقابلة الرئيس المتواضع جداً سالم ربيّع علي من الذكريات الجميلة

بسبب هدف .. فكرت في ترك الكرة نهائياً

اختياري لتمثيل منتخب الوادي (كأفضل حارس) لقب أعتز به

في كثير من الأوقات تكون المصادفات كلمتها في حياتنا، وهناك العديد من الحكايات في هذا الجانب .. وهذا ما جرى لضيفنا في هذا العدد وهو حارس مرمى نادي الأهلي السيئوني الكابتن عمر سالم السيود، الذي تميز بمرونة جسمه، ويقظته الدائمة في مرماه .. وقد شهد بموهبته كل من التقيناهم وممن عاصروا تلك الفترة .. هذا داخل الملعب ، أما خارجه فلا يختلف اثنان عن خفة دمه ونفسيته المرحة، فالابتسامة لا تفارق محياه .. إضافة إلى حسن خلقه وسيرته ..

بو صبري لم يكن أصلاً يفكر في الحراسة، وليس لديه ميول لها .. إذن هناك حكاية، بل وحكايات في مشواره الرياضي يرويها لنا بو صبري في هذا اللقاء .. فتابعوا معنا .. حاوره / علي عبيد باضاوي

? بو صبري .. هل لك أن تخبرنا عن بدايتك مع كرة القدم ؟

طبعاً البداية ربما البعض لا يعرفها؛ لأنني لم يكن أصلاً طموحي حراسة المرمى ، وكنت ألعب جناح أيسر ، وأثناء التدريبات وقبل بدء التمرين كنت أقف في المرمى وأدخل في تحدي مع اللاعبين وأجعلهم يسددون على المرمى ، وأتذكر أن لاعب الفريق عبدالدائم يسلم عبدالدائم يقول لي انته حارسنا القادم وأخذ الموضوع بجد وراح يخبر المدرب بهذا الكلام وجاءت الظروف مهيأة لهذا ، حيث كان لدينا حارسان : عرفان بن عباده ، وكرامه جابر الذي كان يصاب بالخلع في يده بين الحين والآخر، ومن هنا بدأت أتدرب على الحراسة بشكل رسمي .

? في لقاء للصحيفة سابق مع الكابتن حسين كريسان ذكر لنا المباراة التي قدمتك للجمهور عندما أصيب الحارس الأساسي عرفان بن عباده في إحدى المباريات هل تتذكرها ؟ وهل كنت معروف قبلها كحارس مرمى ؟

هذا صحيح .. وكانت مباراة صعبة جداً؛ لأنها كانت أمام أهلي الغيل القوي الذي يمتلك لاعبين على مستوى عالي في ذلك الوقت ، وكان متقدماً علينا .. تصور وفجأة أجد نفسي أشترك كبديل ولأول مرة حتى اعتقد الجميع أن الأهداف ستتوالى علينا ، لكن - والحمد لله - رغم الموقف المحرج جداً وبتوفيق الله قدمتُ مباراة كبيرة بمستوى جيد بشهادة كل من حضر المباراة، وبعد ذلك أصبحت الحارس الأساسي ومعروف عند الجميع .

? عندما تم اختيارك لمنتخب الوادي ، هل لك أن تحدثنا عن هذه التجربة ؟

في البداية ممكن نتحدث عن فكرة إنشاء المنتخب والتي جاءت بالصدفة ، فقد حضر الرئيس المتواضع سالم ربيّع علي في ذلك الوقت بالصدفة عندما نزلت الطائرة المروحية التي جاء فيها في الملعب (البحري) المجاور لملعب الشهيد جواس ، وعندما عرف أن هناك مباراة قال خلونا نشاهد المباراة وكانت بين نادي أحرار تاربه ونادي آخر - لا أتذكره- ومباشرة طرح على الإخوة في فرع اتحاد الكرة بالوادي فكرة تشكيل منتخب للوادي والسفر إلى مدينة عدن واللعب مع أنديتها القوية للاحتكاك والاستفادة، ودعم المنتخب مباشرة بمبلغ (20.000) شلن، وكان أعضاء اتحاد الكرة في ذلك الوقت هم المرحوم صالح بامحيمود، وحسن بارجاء، والمرحوم عبدالله العامري، وعاشور بن سعد.. ووعد الرئيس سالم ربيع بتبني طلوع المنتخب إلى عدن بالطائرة (اليمدا) .

وفعلاً تم تشكيل المنتخب باختيار أفضل اللاعبين وكان العدد (24) لاعب تقريباً، وكان لي شرف الحارس الأساسي ، بعد ذلك توجه الأخ حسن بارجاء إلى العاصمة عدن للترتيبات النهائية للسفر، وفي وسط هذه الحكاية هناك حكاية أخرى وهي معروف أن أندية العاصمة عدن قوية جداً لذلك عززنا المنتخب بلاعبين من المكلا وقد تعسكروا معنا، وفي اللحظات الأخيرة في عدن أصحاب المكلا سحبوا لاعبيهم بل وطلبوا لاعبين من عندنا وهم حسين كريسان والمرحوم صالح عبدالله بلال وعبود الدباء ، وطبعاًَ أصحابنا رفضوا وأعطوهم لاعبيهم فقط - والحمد لله - لعبنا في عدن وأبين ولحج وحققنا نتائج مشرفة، وخلال هذه الزيارة وضعوا لنا برنامج لزيارة المصانع في العاصمة عدن وكذا الأماكن الأثرية والتاريخية ، وأخيراً لقاء في دار الرئاسة بالرئيس سالم ربيع علي ، فكانت رحلة متميزة ولا تنسى .

? ما هي أفضل مبارياتك مع ناديك الأهلي ؟

أفضل مباراة مع الأهلي كانت ضد نادي الأهلي بتريم وهي النهائية على كأس (سوزوكي) ، صحيح خسرنا المباراة (1-0) لكنني قدمت مباراة جيدة، حتى الهدف الذي جاء علينا بعد أن تعمد أحد مهاجمي أهلي تريم إصابتي ورفض المدرب تغييري .

? هدف أزعجك كثيراً دخل مرماك لا زلت تتذكره ؟

هناك هدف أزعجني كثيراً، وأثر على نفسي، حتى فكرت ترك الكرة نهائياً في ذلك الوقت، وفعلاً انقطعت عنها ، فالهدف هذا له قصة : كنا نلعب في ملعب بارادم أمام فريق المكلا بعد دمج الأهلي والأحقاف في نادي (الشعلة) ، وكان نادي المكلا في ذلك الوقت فريق قوي جداً فيه لاعبين موهوبين مثل صنعان، وعمر سويد، وغيرهم ...، وقدمت في هذه المباراة مستوى رائع، حيث كنت في هذه المباراة حارس ومدافع في نفس الوقت، وهذا بشهادة كل من حضر المباراة وأولهم أصحاب المكلا نفسهم، حيث جاؤوا وأخبروا أصحابنا بهذا بعد المباراة ، فمع طلوعي مع إحدى الكرات العالية اختل توازني وفلتت الكرة من يدي لتصيب المرمى هدف التعادل للمكلا، وانته تعرف أن هذا وارد في كرة القدم لكن للأسف الشديد أصحابي في الملعب بدل من التفكير في المباراة وتسجيل أهداف أخرى جعلوا من هذا الهدف الكارثة العظمى ونهاية العالم أثناء المباراة وبعد المباراة حتى جعلوني أكره اللعب وعدم مواصلة المباراة نفسها، وما زادني حزناً أن الإداريين المرافقين للفريق الذين من المفترض أن يكونوا عقلاء فكان موقفهم سلبي أيضاً ، فكرهت الكرة وانقطعت عنها فترة .

? أفضل المدافعين الذين لعبوا أمامك في الفريق ؟

مدافعي الأهلي كلهم جيدين ، لكن الأفضل في تصوري أبوبكر حسن العيدروس (ود حسن) .

? عندما كنت ناشئ صغير .. من الحارس الذي كان يعجبك وتمنيت أن تصل لمستواه ؟

لا أحد طبعاً .. والسبب هو لأنه لم تكن ببالي الحراسة، وكنت لاعب ، ثم فرضت علي مسألة حراسة المرمى فيما بعد .

? المهاجم الذي كنت تخشاه ؟

أنا أعمل حساب لكل المهاجمين، لكن المهاجم سهيل من تريم كان خطير جداً .

? من المدافع الذي تمنيت أن يكون في ناديك الأهلي من الفرق الأخرى ؟

ما كنت أتمنى أحد من الفرق الأخرى، ولكن كنت أتمنى دائماً أن لاعبي الأهلي أن يكونوا الأفضل على بقية لاعبي الأندية الأخرى .

? احكي لنا وللقراء مواقف صادفتك داخل وخارج الملعب في رياضة الأمس ؟

والله موقف قصة الهدف في ملعب بارادم مع نادي الشعلة بعد الدمج هو أصعب موقف واجهته، وسبق شرحته لك . .

? ما هي أجمل مباراة تابعتها من المدرجات .. ما الذي أعجبك فيها ؟

والله مباريات كثيرة خصوصاً المباريات التي طرفها فريق من الوادي أمام فريق المكلا أو الغيل .

? ماذا تتذكره أيضاً من رياضة زمان ؟

أتذكر من رياضة زمان الإخلاص والحماس والموهبة ، وأخص الأمانة في أدى واجبي داخل الملعب وخارجه بعيداً من العطاء المادي (أي جهد ذاتي دون مقابل) .

? كلمة أخيرة ؟

كلمة أوجهها لكل لاعب رياضي ومحب للرياضة أن يؤدي واجبه بأمانة دون غرور وحماقة وكذلك أخلاق رياضية عالية .

 

نشر في صحيفة سيئون العدد (57) لشهر يناير 2010م

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص