انقدوا الورافي!!

حضرموت اليوم / سيئون / علي باسعيده

 * لم أرى لاعبا من أفراد منتخبنا الوطني لكرة القدم أكثر حزنا وتأثرا كما رأيت ذلك في اللاعب والنجم / أكرم الورافي/ الذي يعيش جوا غير عادي جراء ردة الفعل من الشارع والصحافة الرياضية على النتائج المخيبة في خليجي 20 والى التعامل غير المسئول من قبل ناديه الشعب الأبي الذي وقف عقبه في احترافه وهي عوامل حاصرت نجمنا الموهوب وجعلته في حالة يأس شديدة حتى انه قال( أريد أن أكون إنسانا عاديا لأريد احد يعرفتي ولا أريد ان اعرف احد) وهي الجملة التي وقفت عندها طويلا وتمنيت أن أكون إلى جوار الورافي حينها حتى أسهم في إخراجه من هذا الجو الذي سيقضي على مستقبله الكروي اذا ما بقى الجميع متفرجا وكان الأمر لايعنيهم أو أن المهمة من وجهة نظرهم تنتهي بمجرد مغادرة اللاعب الملعب وترك الجوانب الأخرى مابعد الملعب وكأنها جزئيات غير مهمة في بناء اللاعب ، مع أن الكرة اليوم تتداخل فيها العوامل الفنية الى جانب الدور التربوي والأخلاقي والنفسي الذي هو العامل الذي لم نعطه حقه وهو مايفتقده لاعبنا أكان في النادي او المنتخب واجزم انه احد العوامل الرئيسية التي جعلت مشاركتنا الخليجية بهذه السوء التي ازادت سوء بعد مباراة الافتتاح .

 

* ان بوح /اكرم الورافي/ ما بداخله للصحاف الرياضية اعتبره جزء من العلاج وإيصال رسالة للمعنيين في ان واحد عن عينه حيه من لاعبينا علينا ان نضعها نصب اهتمامنا وجعلها نقطه مهمة او لنقل سطر جديد في ايلاء العناية من قبل مسئولينا أكانوا في وزارة الشباب والرياضة او في الاتحاد الكروي او في المجالس الادارية للاندية من خلال ضرورة تواجد المتخصص في الجوانب النفسية في قوام اجهزتنا التدربية في المنتخبات الوطنية كمرحله اولى ومن بعدها تأتي الاندية ذات القدرة المادية حتى نحصل فيما بعد على لاعبين مهيئين نفسيا كما هو بدنيا وتكتيكيا لعمل المطلوب منهم حينها سنرى لاعبين اكثر حضور ذهني امام الخصوم والذي سيثمر بلا شك عن نتائج ومستويات اكثر تشريفا واكثر قربا من الوصول الى الغايات المرجوة من مشاركاتنا القارية او العربية.

 

* امر آخر أثاره نجم اليمن اكرم الورافي هو في ما يتعلق بالعقلية الادارية الموجودة في الاندية التي لازالت اسيرة الفكر القديم في ان اللاعب ماركه مسجله باسم النادي او ان يتم المقايضة به بين ناديين مثلا كما في حالة الورافي حينما قالو له ( ياتروح الشعب ياتموت) وهو فكر ينظر للاعب كانه ملكية خاصة وابدية بحق هذا النادي ويتم التعامل معه وكانه قطعة من حجر ليس لديها أي مشاعر او احاسيس لها ميولها ورغبتها وحقها في الاختيار بعيدا عن اسلوب الترهيب الذي يمارسه البعض بحق لاعبينا والذي من خلاله يحكموا على مواهبنا بالاعدام الكروي ، مع ان مثل هذا الامور قد تم تجاوزها بقرارات صارمة من قبل الاتحادين الدولي والأسيوي وتم الزام الدول بها غير انه يبقى التعامل معها في بعض الدول العربية وفي بلادنا بانتقائية وتدخلات غير مشروعة من قبل من لهم الامر والنهي في مسائلنا الكروية وهو واقع يدفع ثمنه الموهوبون من أمثال النجم الورافي..

 

 اخيرا احب ان اهمس في اذن لاعبنا الكبير واقول له انتبه على نفسك ولاتضيع موهبتك في امر هو بلاشك صعب غير انه يجب ان يتم التعامل معه بعقلانية شديدة تدخل فيها الحالة اليمنية ، الذي اثق ان لاعب بإمكانات واخلاق وفكر الورافي اكرم قادر على تجازوها بكل مهارة ولا نريدها ان تكون عقبة امامه ونحن نعرف اجادته للمرواغة والوصول للمرمى لتسجيل هدف جميل يصفق له الملايين..

 

ولاتنسى عزيزي اكرم ان تجعل الحافز المعنوي الذي خصك به الرئيس حفظه الله ان يكون نقطة تألق جديدة في مسيرتك الرائعة والذي لازلت على ثقة انها حبلى بالكثير من الابداع والامتاع.. مع الامل والرجاء في ان تكون رسالة الورافي قد وصلت وسيتم العمل بمضامينها وسطورها الواضحة ..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص