رياضة حضرموت بين الماضي الجميل والحاضر الأليم

حضرموت اليوم / دوعن / يوسف عمر باسنبل

لم يشاء الله أن نكون أحد حاضري الزمن الكروي الجميل الذي كانت تزخر به رياضة حضرموت وخاصة كرة القدم فيها لكننا أبناء الجيل الحالي نسمع أحاديث عن ذلك الزمان ممن حضروا وعايشوا الحدث وكذلك نتلذذ بكتابات أساتذتنا في الحرف الرياضي أمثال العزيز عزيز الثعالبي وغيره كثيرون ....

 

سمعنا بأن رياضة حضرموت قدمت نجوما لا يشق لهم غبار ومن الظلم والإجحاف أن نقارنهم بنجوم اليوم في رياضتنا اليمنية ككل فهناك أيوب جمعة والثنائي باعامر ونخص عبدالله منهم الذي تقلد شارة القيادة لمنتخب الجنوب أثناء التشطير والمرحوم طاهر باسعد الذي قال عنه زاجالوا البرازيلي مدرب السعودية آنذاك لولا المدافع رقم (4) لأمطرت مرمى اليمن بالأهداف وغيرهم أسماء للاعبين لم يصلوا للمنتخبات الوطنية وبعضهم وصل ونذكر منهم عمر سويد بن الشيبة والصنح وبن سماعيل وحسين غزي وبن ربيعة والحارس عوض بن بكر وبن بريك والثلاثة الأخيرين من آخر جيل ذهبي أنجبته كرة حضرموت .

 

ماضي كرة حضرموت كان جميلا بشهادة الجميع لكن حاضرها اليوم أشد إيلاما حيث لم يعد يمثلها سوى ناد ٍ واحد فيما نسميه نحن دوري الأضواء بينما في أول دوري بعد وحدتنا المباركة كانت هناك ثلاثة أندية والآن جميعها غابت في غياهب الدرجة الثالثة خاصة إذا ماعلمنا أن عدد الأندية المسجلة رسميا في الوزارة التابعة للمحافظة ساحلها وواديها ما يقارب الأربعين ناديا تشارك خمسة منها فقط هذا الموسم في دوري الدرجة الثانية ....

 

ماضي كرة حضرموت كان جميلا كون التنافس كان على أشدة بين الأندية فهناك كان أهلي الغيل يمثل مدرسة كروية والشبيبة وسمعون والمكلا والتضامن وكانوا لاعبيها يقدمون لمحات ولمسات لازال ممن حضروا ذلك الزمن يتحسروا عليها ونحن اليوم نصفق للكرات الطائشة في دوري المتردية والنطيحة بل ونجزم أن هذا اللاعب أفضل من ميسي ورونالدو بينما نجوم زمان ظلمناهم وكانوا يلعوبا بالمجان ، أو كما نقول ببلاش حبا ً ووفاءً للفانلة التي يرتديها اللاعب ، بينما لاعب اليوم يقول اللي أول شرطه آخره سلامة .....

 

لاعبو الأمس أبدعوا لأنهم قدموا تضحيات بالجملة وهناك من قدم حياته وهو يذوذ عن مرماه ولم يسمح للكرة بتجاوز خط المرمى فرحمة الله تغشاك ياصالح الشاحث ، وهناك من قدم من عدن على متن شاحنة ولم يتوجه إلى منزله ليصافح أهله بل حزم أحذيته وتوجه صوب ملعب بارادم ليخوض مباراة فريقه ، فكم أنت كبير ولو بعد وفاتك ياطاهر باسعد ...

 

كرة حضرموت كانت جميلة لذلك لاعجب أن تجد من يتابعها وبشغف كبير وحماس غير منقطع النظير بل أن الكثيرون من جماهير كرة حضرموت لا يفكر في مشوار الذهاب والإياب إلى الشحر والغيل لأنه يضع في يقينه أنه سيستمتع بكرة جميلة ، لكن اليوم أغلب الجماهير لا تكلف نفسها حتى عناء الذهاب إلى بارادم (عندما كان صالحا ) - لمشاهدة مباراة في دوري النخبة عندنا - وتتجه إلى أقرب ملعب يحتضن مباراة لفرق الحواري ، ولا غرابة فقد شاهدت بأم عيني مباراة تقام في بارادم يحضرها القلة بينما بالقرب منه وجدت الآلاف يمتعون أنفسهم بنهائي دوري حواري يسمى في حضرموت بدوري فرق شعبية كونها أكتسبت شعبية كبيرة .......والفرق الشعبية هي أحد أسباب تراجع مستوى الرياضة في حضرموت كونها فتحت صدورها للاعبي الكرة وجعلتهم يتمردون على أنديتهم عكس عندما كانت منبع للنجوم الكروية .

 

كرة حضرموت تعيش بين واقع ماض ٍ كان جميلا وحاضر يجعل ممن عاشوا الحدث يعتصرون ألما حيث وجدوا أن حضرموت التي لا يغيب لاعبوها عن منتخبنا الوطني بدون من يمثلها ولو ضمن قائمة الـ23 لاعبا المشاركة في خليجي 20 وهذه صفعة وجهت إلى وجه كرة حضرموت ورياضتها وجعلتهم يحتارون ويتساءلون هل واقع كرة اليوم الأليم أصبح عاجزا حتى عن إيجاد من لديه القدرة والكفاءة على إرتداء شعار المنتخب الوطني في سابقة أولى نوعها بحق محافظة تعودت على إنجاب المواهب والنجوم لكن في الزمن الكروي الذي نتمنى أن نصحو ذات يوم وقد عاد هذا الزمن ويصبح حال كرة حضرموت ورياضتها أشد جمالا وننسى سني ما أسميناه بالحاضر الأليم لأن الإنسان يجب أن يكون بطبعه متفائلا وإن غدا لناظره قريب يا رياضة حضرموت .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص