حمّال الإسمنت

لعل أقرب شيء إلي ان اقيس به الوزن هو عبوات الإسمنت لكثرة تعاملنا معها كمهندسين ولما كانت العبوات تحوي 50 كجم كانت المقارنة بها اقرب الى الفهم من غيرها , قلت لصاحبي وقد رأيته قد أزداد وزنه وذلك ظاهرا في البدانة التي امتلئ بها جسمه ثم نظرت إلي طوله والى وزنه فلم أر مقارنة بينهما , حينها قلت له كم بلغ وزنك الآن, قال على استحيا 120 كجم (70+50) في حين أن وزنه المفترض أن يكون 70 كجم فقلت له أتدري كم تحمل من الوزن الزائد , انك تحمل مقدار كيس من الإسمنت كلما جلست أو قمت أو تحركت فأنت تحمله حينها قال بالله عليك كيس اسمنت ملتصق بظهري أينما اتجهت فأنا حمّال له,فبحسب الزيادة يتفاوت الناس في حمولتهم فمنهم من يحمل الثلثين ومنهم من يحمل النصف ومنهم من يحمل الربع تلك حقيقة مرة لطالما غفل عنها كثير من الناس أرّقتهم الإمراض وأنفقوا أموالهم بين العيادات والصيدليات , ولو أنهم اتبعوا نظام حمية يناسب حالهم ونظمت وجباتهم الغذائية لأراحوا ابدأنهم من تلك الأحمال الزائدة وتخلصوا من كثير من الأمراض واكتسبوا مظهرا لائقاً بهم محبب لأحبابهم .

 

كثير من الشركات تشترط حداً معين من ا لوزن لقبول التوظيف لديها , تصور لو انك تقدمت للعمل لدى شركة وتم قبولك لكن بشرط أن يكون وزنك في حدود المقبول الموصف لديهم , ترى كم ستخسر وتتحسر على ما ارتكبته بحق نفسك , فلربما تتطلب الأمر لأن تلتحق بأحد مراكز التخسيس لتتخلص من ذلك الوزن وبالمقابل فإنك تخسر راتبا كنت ستتقاضاه لو انك باشرت العمل حين تم القبول .

 

"نحن قوم  لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا  لا نشبع " هذه قاعدة ذهبية لمن أراد أن ينتظم وزنه إذ أن الأكل الذي نتناوله إن لم يبدد في طاقة نبذلها أثناء قيامنا بمهامنا اليومية وإلا تحولت إلى كنوز من الشحوم تتراكم مع مرور الأيام حتى نرى أجسامنا قد تورمت من كثرة ما أكتنز فيها , بقي أن القيمة الغذائية والسعرات الحرارية  التي يتطلبها أصحاب الأعمال الشاقة تختلف عن أولئك القابعون في مكاتبهم المكيفة , فكل أعلم بثلثه .

 

هذا مصاب بضغط في الدم وذاك مصاب بالسكري إما مرتفع  او منخفض , وثالث بسرطان قد تشبث في جسده , أمراض يئن ناسٌ كثير منها عافانا الله وإياكم من كل مكروه ولعل كثير الإمراض كما قيل بسسب المأكولات ونوعيتها التي غذيت بالكيماويات ورشت بالمبيدات وغلفت بالمواد الحافظة, فمن حيث لا ندري تتسرب إلى أجسامنا شحنات من السموم لا تطيقها فتحدث ما نراه ونسمعه من الأمراض والسرطانات التي أرهقت المرضى والأطباء في البحث عن أدوية لها .

 

القرار بيدك توكل على الله واعقد العزم على  أن تتخلص من وزنك الزائد قبل أن تداهمك أمراض العصر . واختر ما يناسبك من المأكولات الصحية , لتنعم بحياة  خالية من الإمراض وبراحة في البال وبرضى الأحباب .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص