لو لا شمالك لما فضلت يمينك *

هي الحياة تعج بالمتناقضات والمتباينات  ولولاها لما كان للحياة طعم , ليل ونهار شتاء وصيف طويل وقصير ابيض واسود جميل وقبيح ذكر وانثى . كما ان تمايز الناس بين مؤمن وكافر يجعل للإيمان طعم وللإفطار بعد الصوم لذة وللغنى بعد الفقر سعادة , فليس يذم الشيء لذاته وإنما لما ألحق به , إذا اتى الصيف تمنى الشتاء واذا اتى الشتاء تمنى الصيف قتل اإنسان ما أكفره , والحال كذلك فلا معنى للتذمر من حال ليس لك فيها يد , وإنما البستها فلا فكاك لك منها أبدا .

هل أنت  عصامي ام عظامي ؟

التفاضل بين  الناس لا يقاس بلون او بالإنتماء  الى قبيلة او التفاخر بالانساب او بالعضام البالية في القبور وإنما هو بالتقوى كما ذكر ربنا في كتابة ,فبقدر ما يحمل الانسان من الفضائل الحميدة ومنفعة للناس تعلو مكانته ويبرق نجمه وينسئ له في أثرة يقول ابن الجوزي في هذا الموضوع كلاما جميلا " إنما نسب العامي باسمه و اسم أبيه، فأمَّا ذوو الأقدار فالألقاب قبل الأنساب" ولهذا إذا ذكرالصديق فلن ينصرف هذا الاسم الا على خليفة المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإسمه عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي أبو بكر الصديق فانظر كيف غلب اللقب على النسب . وهكذا فشيوخ الاسلام كثر ولكن اذا ذكر شيخ الاسلام فينصرف على ابن تيمية أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله، تقي الدين أبو العباس النميري العامري، حصرا لما ورثه من علم نافع ينتفع به .

أظن ان جواب السؤال قد بان فقل لي: من أنت؟ وما عملك؟ وإلى أي مقام ارتفع قدرك؟

هذا للفرد فكيف الحال مع البلدان والدول فتلك دول المشرق والاخرى دول المغرب وهذا يمن جنوبي وذاك شمالي وهناك شمال السودان وجنوبه وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية , وهذه البلدان المتحضرة وتلك المتخلفة والاخرى الغنية ومقابلها الفقيرة , فيا ترى اين موقعنا من الإعراب ونحن قد سمونا فوق فوارق الحدود بيمن موحد يمن مهما لحق  به من مصيبة فسيضل بإذن الله شامة بين البلدان وإن الخير قادم والخير كل الخير في جمع الايادي , فلم التنابز بالألقاب وقد علمت انه لولا شمالك لما فضلت يمينك .


 
*  اختصت اليمين للأجمل والاحسن بينما الشمال لما  دون ذلك , 
 
 
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص