هل رأيت لباس رواد الفضاء أو رجال الإطفاء ؟؟ أم هل رأيت لباس الغواصين أو الجراحين ؟ ؟
أظن أنك قد شاهدت جميع الالبسة وعرفت أن القاسم المشترك بينها احتوائها لجميع الجسد ثم القاسم المشترك الاخر هو أن تلك الالبسة لأصحاب أعمال غاية في التعقيد والخطورة .لذلك تطلب الامر العناية بهم ووقايتهم مما قد يصيبهم وهم يؤدون أعمالهم لأن خسارة الواحد منهم تحدث ثلمة في مجتمعهم وحتى تسد بآخر يحتاج الى ان يفني عمره حتى يتاهل .
ارى ان نصطحب معنا خلال هذه الاسطر المعدودة لباس الجراحين لقربه من الاذهان ولكثرة مشاهدته , وأظنك تتفق معي أن الجراحة عملية تتطلب مهارات فائقة ودقة عالية , ولم نسمع يوما من الايام أن أُحتج على لباس الجراحين أنه يعيق حركتهم أوعملهم , فإذا ما قارنت ذلك اللباس بلباس المرأة المسلمة فإنك لن تجد الفرق بينهما , ولأن المرأة المسلمة جوهرة مصونة ولأنها مربية اجيال فمهمتها تتطلب حمايتها من كل الميكروبات كما يقي الجراح نفسة ومريضة من تلك الميكروبات الطائرة والمتربصة ببني آدم .
يقول عمر رضي الله عنه " إنما النساء لحم على وضم* إلا ما ذُبَّ عنه ", ومن الذب عنها سترها عن أعين المتربصين بها , الغرب المتاجر بجسد المرأة أفاق على طوفان الحجاب يغزو عقر داره فجُنَّ جنونه وتنادو فيما بينهم يتبارون في استصدار القوانين لعلها تقف سدا منيعا أمامه , فبينما هم يحاولون خلع حجاب المسلمات في دول الاسلام بغزوهم الفضائي وبأفلامهم ومسلسلاتهم الموجهة لديار الاسلام والمسلمين فإذا الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن , قل موتوا بغيظكم .
إن ترتدي الرهابات حجابا فذاك فخرعندهم لكن ان تلتزم المرأة المسلمة بما أمرها ربها من الستر بالحجاب يعدونه تخلفا عندنا وإن يعدد المسلم في ديار الغرب يعاقب عليه القانون لكن إن يتخذ ما شاء من الخليلات فلا إثم عليه في قوانينهم الوضعية , وان يطلق عبّاد البقرة شعورهم لا غضاضة في ذلك لكن ان يطلق قرَّاء البقرة - مع قياس الفارق - لحاهم فذلك إرهاب في نظرهم , ومثل ذلك كثير مما لست اذكره وهكذا سيظل الحق مع الباطل في صراع دائم وما من شك أن العاقبة للمتقين . وأن الغلبة لهذا الدين . إن القضية لدى الغرب ليست قضية الحجاب، إنها قضية الإسلام ورسالته، قضية الإيمان بالله وبدينه.
* الوضم : الخشبة أو البارية التي يوضع عليها اللحم ، تقيه من الأرض .