يلاحظ المراقب في الآونة الأخيرة توالي الاحداث للسيول المدمرة التي شهدتها مدن عدة ومنها ما حل بأهل حضرموت وما لحقهم من خراب ودمار ومثل ذلك في مدينة جده ثم مكة ثم الرياض ثم صنعاء فالمستقرئ لهذه الاحداث يشعر ان هناك تغيراً في المناخ كما يؤكده المتخصصون وان تسارع الامطار بعد ندرتها وما تحدثه من كشف لعوارت كثير من المشاريع والتي عبر عنها احدهم بقوله : ( السيد مطر يزور ....... لمدة ساعات وهو أستاذ متخصص في كشف الفساد"! ) لذلك كان لزاما على العقلاء الوقوف امام هذه الاحداث واشباعها بالبحث والتحري ووضع الدراسات اللازمة أملاً في تقليل المخاطر البشرية والمادية . ففي علم الجريمة القبض على المجرم متلبس قبل فعلته قمة التميز . ولكن اذا وقعت الجريمة فلا بد من الإنتقال الى مسرحها لأخذ البصمات ثم البدء بالتحقيقات وجمع المعلومات والإمساك بالخيوط الموصلة للمجرم . لينال جزاءه ولسد الثغرات التي استطاع المجرم النفاذ منها .
حينما قتل أحد ابني آدم كان الإلهام لدفن اخيه ما رآه من فعل الغراب لدفن سوأة اخيه , وهذا اصل للتفكر وأخذ العبر والدروس مما حولنا من حوادث وسلوكيات طالما انها لم تخرج عن تعاليم ديننا الحنيف , فلا غرابة اذا كانت الطائرات انما هي لمحاكات الطيور الصافات في السماء والبواخر التي تخط عباب البحار هي كذلك لمحاكاة الاسماك العائمة في المحيطات , ان الأمم اليوم لديها من المراصد الفلكية ترصد حركة الرياح والأعاصير والزلازل والبراكين والامطار وتتنبأ بحدوثها وتتأهب بأخذ كافة الإحتياطات , ولديها خطط للطوارئ تتصرف على ضوئها لم يتركوا للصدفة مجال في حياتهم هم يبذلون ما بوسعهم , وإن من نعم الله تعالى ان العالم أصبح قرية صغيرة ترى بعينك كيف يتصرف القوم عند النوازل لذلك فأن المنطق يشير الى ان الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو احق بها .
تحطم مكوك الفضاء لم يمنع الامريكيين من إعادة حساباتهم لغزو الفضاء وسقوط الطائرات المتكرر لم يمنع من تصنيعها اوالسفر عليها , المحاولات المتكررة هي اساس النجاح و الدراسات المعمقة لما يحصل هو بداية الطريق نحو التقدم والتطور .
في عرف قانون لعبة كرة القدم فإن اللاعب الحاصل على بطاقة صفراء يكون مهددا بالطرد من الملعب ان هو تمادى في سلوكه المخالف لقواعد اللعبه برفع البطاقة الحمراء ولذا يحرص كل الحرص على تعديل سلوكه والامساك بأعصابه حتى لا يطرد من ارضية الملعب .
انقضى اكثر من عام على سيول حضرموت , لكن هناك اسئلة تطرح نفسها :
كيف سيكون الحال اذا تكررت تلك السيول او أكثر منها ؟
هل تم توثيق المناسيب التى وصل اليها السيل ؟
هل تم تنظيف المجاري من أشجار السيسبان ؟
هل وضعت خطط للإنقاذ والطواري ؟
هل تم تعويض المتضررين من السيل الكبير؟
كيف حصلت تلك الأضرار؟
هل لدينا قاعدة بيانات للمتضررين ؟
اسئلة كثيرة نحتاج الى اجوبة لها قبل ان ترفع لنا البطاقة الحمراء وحينها لا ينفع الندم .