العمارة المؤرخة (قصر بهيج وشامخ)

استوقفتني لوحة أعلى احد القصور بتريم مكتوب عليها الاتي (ياقصر مجدك باذخ  وطود عزِّك راسخ , قل للمهندس أرخ : قصر بهيج وشامخ ) كتبه :حسن شيبه , ومكتوب تحت الكلمات الأخيرة الارقام التالية :390   20   947  وعلى الجهة اليمنى سنة 1357
فتلك كلمات دالة على معنى فكون المنشأة قصر فالجمال المعماري يؤكد ذلك وكونه بهيج فما أظن ان من عاش بداخله او زاره إلا وبعث في نفسه البهجة والسرور وأما الشموخ فلكونه بهذا العلو وهذا الإتساع وهذه النهاية المعمارية الجميلة كتاج الملوك . واستخدام حساب الجمل- كما هو موضح بالصورة - للدلالة على التاريخ لفتة من بارع في حساب الجمل (قصر(100+90+200) = 390 ) ، (بهيج(2+5+10+3) = 20 ) ،(وشامخ(6+300+1+40+600) = 947) فالمجموع (390+20+947=1357) وحتى تعرف قيمة كل حرف اليك هذا الجدول موضحا به قيم الاحرف الابجدية
ولهذا كلما شاهدت لوحات مثلها امعنت النظر فيها فوجدت مكتوب على احدى بوابة قصر اخر ( ادخل الباب وانزل * تلق ودا وجودا)(سنة 1327 , 1326)( ولك البشر دأبا * ما لزمت القعودا)
وتلك منارة مسجد مكتوب عليها ( انما يعمر مساجد الله من آمن بالله ) (كملت العمارة سلخ ظفر الخير سنة 1328هـ)
تلك نماذج وهي سمة تمتاز بها هذه العمارة ومنها يمكن الخروج بالقراءات الآتية :
لا تُتعب الزائر عناء البحث عن تاريخ الانشاء .
بروزها في أعلى المبنى وتلك نقطة مشاهدة لكل من نظر .
عمر هذه المباني ومقاومتها للعوامل الجوية .
المواد المستخدمة في عملية البناء يمكن الاعتماد عليها طالما انها قد عمِّرت هذه المدة فتصلح ان تكون ماركة مسجلة ومضمونة 100% ولمدة 100 سنة , وأذكر موقف في احد معارض البناء مع احد الالمان وكان يعرض مادة للبلاستر ويفتخر بأن مادته مضمونة لـ 25 سنة فسألته كم مدة مضت على اول عمل استخدمت فيه هذه المادة واجاب 5 سنوات فقلت وعلى اي شيء استندت لضمانك 25 سنة اجاب مخبريا .
كثير من القصور عجز اصحابها من القيام بترميمها ربما لأن سنوات عجاف قد مرت عليها او ان كلفة  الترميم باهظة , وهنا درس يستفاد منه في ان البناء المتقن يعمر اطول ويقلل من تكاليف الصيانة وهو ما لا يلتفت اليه كثير من الناس حال التعمير اذ يعدلون عن الجودة مقابل تقليص التكاليف .
الإهتمام بالواجهة الرئيسة او بواجهتين لفتة جميلة , اذا ان الإهتمام بالواجهات المطلة على شوارع رئيسية بتنسيقها وإبراز معالمها لفتة اهتم بها اولئك القوم إذ أن الواجهات المطلة على ارتدادات صغيرة لا تحتاج الى ما تحتاجه غيرها وبالتالي كسبت شهرة بهذه اللفته .
النورة المطلية لمنارة المسجد في عام 1328هـ وتلك البوابة من خشب السدر 1326هـ لا تزال تقاوم حتى هذه اللحظة تنادينا بأن نلتفت الى هذه المواد ولا مانع من تطويرها فالأساس شاهد على طول عمر هذه المواد .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص