هل نحن نعيش في هذا القرن أم اننا قد سافرنا عبر الزمن لنعيش هناك قبل قرنين من الزمن ؟ لست ادري لكن ما اثار دهشتي ان مواقع رسمية نشرت خبر انهيار جدار مسجد الانصار بتريم ومما جاء فيه (وأوضحت الشرطة في المديرية لمركز الإعلام الأمني أن سقف مسجد الأنصار أنهار نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة أمس على تريم مضافاً إليه قدم بناء المسجد الذي يزيد عمره عن قرنين من الزمن.) ولكن المسجد في منطقة حصاة المقاتيل والتي لا يزيد عمر البنيان فيها عن 20 سنة والمسجد لا زال قيد الانشاء فكيف نوفق بين ما نشر وما نشاهده بأم اعيننا .
نحن في عصر الانترنيت والهواتف المتحركة الخبر في لحظته مسموع ومشاهد في كل الدنيا , ام ان هذا دليل وبرهان اننا لا زلنا نعيش بعقلية قرنين من الزمن مضت , اي مركز للإعلام هذا الذي اوضح الخبر لما لا تنقل الأخبار بتأني وروية وبمهنية تليق بمقام هذه البلدة العريقة .
وبنظرة للصور المرفقة مع الخبر يتبين ان الجدار الذي انهار يخلو من الفتحات فيه وليس له ما يسنده لذا كان تأثير قوة الرياح على وحدة المساحة كبير مما أدى الى سقوطه فوق سقف القبو والذي لم يتحمل هذا الثقل فانهار فوق من كان حاضرا تلك اللحظة , ويؤيد هذا أن الجدارن في الجهات الاخرى لم تتأثر نتجة لتخلخل الرياح من خلال فتحات الابواب والنوافذ التي بها .
ومما يستفاد من هذا الحادث ان الجدار كما في هذه الحالة يفترض ان يسند بمدادا خشبية او انابيب حديدية على امتداد الجدار الى حين يتم ربط تلك الجدران بجسور السقف كما ان السقوف الخشبية والمغطاه بطبقة من الواح الكنتر وكذا لفائف البيتومين العازل تشكل حالة افضل كونها مثبتة فوق المدادات الخشبية وكمية الطين فوقها قليلة مما يقلل كمية الغبار اثناء الانهيارات مقارنة بالأسقف المغطاه بأعواد الاراك والطين المثبته عليها مباشرة .
كما ان نسبة ارتفاع الجدار الى عرضة غير متناسبة , وكثير ما أشير الى ان الكم الهائل من البنيان يعتبر افضل مرجع للعمارة الطينية فمثلا لو نظرت الى ما تبقى من سور تريم تجد التدرج في سمك السور من الاسفل ويقل كلما ارتفعت الى الاعلى ولهذا تجدها صمدت كل هذا الفترة . ولن اقول قرنين من الزمن لاني لا اعلم تاريخ انشائها .