في بلد مثل اليمن (السعيد) الزراعة فيه
ناجحة مائة بالمائة وفي حضرموت خاصة إذ ذلك الوادي الخصيب وتزداد خصوبته بهذا الكم
الهائل من السيول التي تتابع تغمره بين الحين والأخر , وادي يبشر بنهضة زراعية
تخفف ولو بشيئ يسير من استيراد بعض السلع الضرورية ومنها القمح والتي تكلف خزينة
الدولة مبالغ طائلة
خبر الحرائق التي التهمت كثير من المزارع
الروسية وإعلان روسيا عن توقيف تصدير القمح حتى نهاية السنة الحالية اقلق كثيرا من
الدول التي تستورد القمح منها وجعلها تراجع مخزونها ومدى المدة الزمنية التي يمكن أن
يغطيه هذا المخزون وهل هي بحاجة إلى البحث عن أسواق بديلة , هكذا تبدو الحالة لمن
لا يملك قوته ولقد قيل : (من لا يملك قوته لا يملك قراره ).
عالم اليوم تكترثه الأزمات المتتابعة حرائق
في روسيا وفيضانات في باكستان والصين وحروب هنا وهناك وقرصنة في البحر مخاطر تحتاج
من العقلاء التفكير كثيرا في تأمين القوت الضروري للأمة .
هل سيتحقق الإكتفاء الذاتي من القمح من
الناتج المحلي ؟ المتفاءلون عندهم غير بعيد المنال وليكن هذا هدف مستقبلي وتبدأ
الجهود تتكامل وتتضافر لتحقيقه عبر خطط مدروسة والإستفادة من تجارب البلدان
المنتجة للقمح وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة .
بل نحن قد قطعنا آلاف الأميال لكننا ضللنا
الطريق والمطلوب الرجوع الجاد لإستكمال المشوار وحينها نبعد الأقواس ونقول اليمن
السعيد .
يكفي أن إنتاج القمح محليا له طعمه ومذاقه
الخاص بعيدا عن الحبوب المهجنة التي سلبت الكثير
من طعم البر المحلي (الهلباء) إذ لا يستغنى عنه بيت كل يوم والذي كاد أن ينقرض حتى
من مخيلة الناس .
طريقة زراعة القمح بالتنقيط أثبتت جدواها في
كثير من البلدان لما لا يستفاد منها حيث يمكن تقليل كمية الماء المستخدمة في الري
التقليدي وبالتالي تقليل تكاليف الإنتاج مع إدخال تحسينات على التربة بأسمدة عضوية
لزيادة كمية الإنتاج نسبة للفدان الواحد.
تربة صالحة للزراعة ومياه متوفرة ورجال
خبراء ورأس المال للإستثمار غير بعيد عن الحضارم فهل من يأخذ زمام المبادرة ويبدأ
هذه السنة بزراعة القمح وبطرق علمية صححية يستهدف فيها أعلى معدلات الإنتاج وما أظن
ذلك ببعيد المنال وأن الناس تنظر دائما للتجارب الناجحة وبعدها سترى التسابق حين
يطمئن على نجاح التجربة .