قيل لعنترة بن شداد لما انت شجاع فأجب السائل جوابا عمليا بأن قال له ضع اصبعك في فمي وانا سأضع اصبعي في فمك وكل يعض على اصبع الأخر بأسنانه فأيهما يقوى يكون هو المنتصر فما لبث هذا السائل إلا أن صرخ بأعلى صوته من شدة الألم حينها قال له عنترة لو صبرت لحظة لصرخت أنا ولكنت انت الغالب , فإنما هي عض على الأصابع وصبر على الالم حتى تكون انت المنتصر .
اهل اليمن امام امتحان شديد الحساسية , هل ينجحوا في اجتيازه ام يفشلوا , هل ستتحقق آمال اليمنيين نحو غدٍ مشرق مع بداية عام جديد استهل بإعتصامامت برلمانية وشعبية وتصريحات حكومية وتحذيرات خارجية مشهد يبدو انه بداية عهد جديد , الكل له خبرة طويلة في معرفة الآخر كل قد عرف صاحبة وما بقى الا عض الأصابع فأيهما سيصرخ اولا ليكن الخاسر، لكن المنطق يستدعي ترك هذه اللعبة وتحكيم العقل والإرتقاء فوق كل الإعتبارت من أجل اليمن ليظل شامة بين الأمم وتسلم الأصابع للجميع ليكتبوا بها عهدا جديدا ينعم فيه أهل الإيمان بالتنمية والبناء والرخاء والإستقرار في كل مناحي الحياة .
كثير من الاحيان يقل صبر الناس ويتضجروا , خذ هذا المثال لتتضح الصورة المطلوبة , كنا في محاضرة علمية وكان المحاضر ممل لا يحسن الإلقاء وكل صابر ويعد الثواني متى ينتهي ثقيل الدم هذا من محاضرته وينفك الحضور من الكابوس الجاثم على صدورهم فنادى احد الحضور ولم يعد يتحمل فقال يأستاذ ما فهمنا منك شيء وكان هذا محرجا للأستاذ امام الحضور فأجابة ما تبقى لدي سوى دقيقتين وأنهي المحاضرة فلو صبرت لكان احسن .
أهل غزة قد فاق صبرهم كل التوقعات امام عدوٍ غاشم استنفذ كل ما في قاموس الخسة والنذالة من اساليب للتجويع عبر حصار محكم وقنابل الفسفور الابيض التى اشعلت سماء غزة ولكأن الحال لا حياة لأهلها بعد ذلك وكانت التوقعات ان يرفع الناس الأعلام البيضاء استسلاما لكن كان الصبر ملازما لهم فحازوا النصر على عدوهم .