(قال رئيس الكيان الصهيوني إنه يتابع التطورات والاحداث في مصر "بقلق وترقب"، ويخشى من احتمال تولي حكومة اسلامية متشددة زمام الامور في القاهرة. )
لِمَ الخشية من حكومة اسلامية ؟
هذه الخشية تحمل معان عميقة فالقراءة العكسية لما قاله تؤكد أن القادة الحاليين لاخشية منهم فقد أمنوهم بإتفاقيات سلام فهم جدار منيع لأكبر قوة بشرية من دول الطوق للكيان الغاصب , ولعلنا نتذكر جميعا كيف أغلق معبر رفح في وجه اخواننا أهل غزّة وكيف عمل الجدار الحديدي تحت الارض لمنع عمل الانفاق ووصول الأمتعة لأهل غزة وأكبر من ذلك فمصر تصدر الغاز للكيان الصهيوني .
اسقاط النظام الحالي في مصر سيعيد للأمة الأسلامية هيبتها ولمصر مكانتها التي فقدتها بعد الاتفاق المشؤم مع العدو الغاصب كما أنه سينسي الامة الأسلامية والعربية كثرا من الألام التي مرت بها كإحتلال العراق وتقسيم السودان ذلك ان روحا جديدة ستسري في جسد الأمة ناهيك ان العدو الغاصب يقف اليوم مذهولا مذعورا من تلك الجموع الغاضبة في ميدان التحرير والتي تردد لرئيسها ارحل عنا , فكيف لو وجهت غضبها إلى ألدِّ أعدائها ومُكِّنت منه فالشعار يومئذ كما كان يردده شيخ المجاهدين احمد ياسين للصهاينة في كثير من مقابلاته " ارحلو عن أرضنا "
قلق وترقب , قلق لأن ما تم بنيانه من علاقات سلام مع مصر خلال الثلاثة عقود يخشى ان يهدم في لمحة بصرذلك لأنهم يعلمون أنه بني على باطل وبالتالي فإن نقضة لا يكلف شيء فهو باطل . وترقب لما ستؤول اليه الأحداث حيث انها جاءت عكسية لما هو متوقع لهم فلا دراسات استراتجية ولا تحليلات الخبراء نفعت ولا الجاسوسية تنبهت , لكنه قدر الله .
فإن كان القلق والترقب قد خيم على قادة الكيان الغاصب , فإنه ملازم للحكومة الأمريكية ويتضح ذلك من خلال المؤتمرات الصحفية المتكررة وارسال موفد للرئيس الأمريكي وصف بأنه صديق لمبارك وقد شغل منصب سفير للولايات المتحدة في مصر لمعاينة الأحداث من الداخل وتقديم صورة حقيقية لما يجري وهكذا كانت تصريحات الحكومة البريطانية والألمانية .
خلاصة القول ان المشهد بدأت ملامحه ترتسم وبرهن الشعب للحاكم زيف ادعاءته بفوزه بالنسبة الذهبية في الإنتخابات فلو كان الامر كذلك لنزلت الجموع تهتف بأسمه وتمجده لكن الهتاف اليوم "ارحل عنّا" , وحتى لو وقف الأمر عند هذا الحد فذلك يعد نصراً أن الشعب قد عرف الطريق وأوصل رسالته للحاكم ولقادة العالم أجمع ان الشعوب لا زالت حية وبمقدورها ان تحدث موازنات طالما غيبت عنها . وستظل هذه التظاهرة ماثلة امام صناع القرار كسوط الجلاد وكما قال القائل:
إِنْ عادَتِ العَقْرَبُ عُدْنا لها * وكانَتِ النَّعْلُ لها حاضِرَه