قليل هم الذين يلتقطون الفرص حيث انها لا تتكرر , اصحاب القلوب اليقضة والإستشراف للمستقبل يختطفوا الفرض كما يختطف النسر فريسته ثم يفر بها الى الأعالي وهناك يتلذذ بصيده .
هتاف أهل اليمن اليوم إسقاط النظام , وخفت صوت انفصال الجنوب كما خفت صوت الحوثيين , وكاد يتلاشى صوت القاعدة وفي ظني ان هذا الثالثوث (انفصال الجنوب والحوثيين والقاعدة ) قد أجل كل مطلبه ولم يعد يسمع ما كان يردد من قبل , الكل مجمع على تغيير النظام . فالمطلوب التقاط هذا الصوت الان وبالسرعة الممكنة .
حان الان ان يبرهن اهل اليمن انهم اصحاب حكمة , ذلك ان ما جرى في تونس ومصر وليبيا يكفي عبرة ان نخرج من هذه الأزمة بأقل تكاليف ممكنة وحينها سيسجل التاريخ ان اهل اليمن قد حلو مشكلاتهم سلميا .فمن لطف الله تعالى بنا ان أرانا نماذج ثلاثة حية لنعتبر ونستفيد والكيس من اتعظ بغيره .
ان تلتقط هذه الفرصة فإن مخاطر الثالثوث ستتلاشى مع الإصلاحات الجذرية المرتقبة الصادقة وستهدأ النفوس حين ترى دماء جديدة ورجال صادقين يملؤون ميادين الحياة بالجد والإخلاص وينتشرا لعدل والمساواة بين الناس ويأمن الضعفاء في دورهم ويمشي الراكب من صنعاء الى حضرموت فلا يخاف .
اليوم تتجلى المحبة الصادقة لليمن ,تتجلى في الحفاظ على وحدة البلاد , تتجلى في حقن الدماء و الحفاظ على ممتلكات الأمة , فرياح التغيير قد اتجهت نحو اليمن لا محالة والدماء قد سالت في صنعاء وعدن وتعز فالمؤمل ان يتقدم الامة علماؤها وعقلاؤها وشبابها في موكب مهيب ليعلنو نقطة البداية نحو دولة اساسها العدل ومرجعها كتاب الله وسنة رسولة ولن تتوحد الأمة بغير هذا .
