نحتاج الى الصبر

أحد أسباب هزيمة المسلمين يوم أُحد ضعف صبر الرماة ، وخفتهم إلى الغنيمة ، لذلك فإن الأمر اليوم  يتطلب أن يصبر المغلوب على الغالب حتى لا يهن ولا يستسلم .

(وقد سئل علي عن الشجاعة ، فقال : صبر ساعة . وقال زفر بن الحارث الكلابي ، يعتذر عن انتصار أعدائهم عليهم :

سقيناهم كأسا سقونا بمثلها *** ولكنهم كانوا على الموت أصبرا)

قد يتأخر النصر وذلك لعلة يعلمها الله وليميز الصفوف وليبتلي ما في الصدور وليمحص ما في القلوب حتى اذا كانت اهلا لحمل الأمانة وهبت النصر ومكنت في الارض وتلك منة من الله لعبادة المستضعفين الذين صبروا وصابروا ورابطوا فكان النصر حليفهم .

ان ما نشاهده كل يوم من اعلان البراءة والإنضمام الى صوت الحق لهو خير دليل على ان الصفوف تتمايز وما ذالك الا لقرب النصر , وفي هذا المقام أُحدث نفسي عن الجلادين الذين يقتلون الناس ويمعنون في جراحاتهم  بأي شيءٍ سيحاجون وكل افعالهم موثقة عند من لا تخفى عليه خافية, يوم يقوم الناس لرب العالمين , وفي الدنيا توثيق بالصوت والصورة لكل الافعال فما ادري بأي وجهة سيقابلون الناس به ويكفيهم عقاب انهم بأفعالهم هذه سيقضون ما تبقى من عمرهم حسرة وندامة على ما اقترفته ايديهم .

معالم النصر تلوح في الافق لكن الحذرالحذر من ان يدب اليأس في النفوس وتتفرق الصفوف , وتتسلل خفافيش الظلام فتنكِّد على المرابطين أُلفتهم ومحبتهم بعضهم لبعض , في كل ميدان توحد النداء والمطلب وكل يرجو الخلاص ويرقب اليوم الذي تعلو فيه الحكمة اليمانية فوق المآرب الشخصية الضيقة التي ضيقت على اليمن عيشه . فالمسلمون قادمون من يمن الحكمة والايمان من ( بعــد انـكشـاف الغــدر والمكــر لـدى ثعالب النفاق والخداع).

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص