لما اشتد المرض على معاوية بن سفيان في مرض موته قال لأبنائه اجلسوني للزوار واستقبلهم قائما ثم لما غادروه قالوا هو اصح الناس ثم قال لمن عنده :
وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع ان كان معاوية يعد داهية من دهاة العرب , فهكذا يفعل الداهية اليوم . بعد ان علم ان الخناق يضيق عليه كل يوم لجأ الى تجميع ثلة ليخطب فيهم ليري العالم - كما فعل صاحب ليبيا من قبله - انه لا يزال له مؤيدين وانصار ,وأنه لا يزال ممسك بمقاليد الامور لكن الحقيقة الغائبة هي ان المنية قد انشبت اظفارها في جسد النظام ولن تنفع التمائم لإعادة الحياة اليه بعدما مات .
مكر وخداع ومراوغة وتظليل لأمة بأكملها أمة ما صار ينطلي عليها المكر والخداع امة قد اعذرت كثيرا لكنها اليوم مصممة على ان تصطف في نقطة الإنطلاق نحو العلاء نحو دولة حضارية يشار اليها بالبنان .
الم يأن للقوم ان يرشدوا وقد بات الامر قاب قوسين او ادنى . الم يأخذوا العبرة ممن سبق أم ان بقاؤهم يقودهم الى حتوفهم .
لا ينقص أهل اليمن شيء من مقومات النهضة , ان سألت عن الرجال فأنعم بهم وإن سألت عن الثروة فحدث ولا حرج بحور مليئة بالأسماك بكافة اصنافها وأراض زراعية خصبة وصحاري بها البترول والغاز وجبال فيها من المعادن ما لم يكتشف بعد ولو أستدعي رأسمال المهاجرين وضم الى الخير الذي باليمن وأقيمت حكومة عادلة يأمن الناس على أموالهم فيها لرأيت اليمن السعيد اكثر سعادة من بعد هذه الشقاوة .