مؤشرات النصر تلوح في الأفق , من ساحات التغيير بلى من جامعات التغيير هكذا يُحسن ان تُسمى ذلك إن ما أحدثته من مواقف أبهرت العالم بما اوتي اليمانيون من حكمة وصبر على ما أصابهم من بطش النظام وكان بمقدورهم أن يردو الصاع صاعين لكنه صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في أهل اليمن (الايمان يمان والحكمة يمانية )
هذا التلاحم والتراص والألفة والمحبة بين أطياف المجتمع اليمني تحتاج الى رعاية العلماء والعقلاء والمصلحين من أن يدب فيها داء اليأس والملل أو يبث فيها نعرات الجاهلية وتتفرق لينفرد بها المتربصون والمنتظرون لمثل هذه المواقف , وليتذكر الجميع قول الشاعر :
تابى العصي اذا اجتمعن تكسرا ** واذا تفرقت تكسرت احادا
نجحت ثورة 25 يناير المصرية ومن قبلها ثورة الياسمين بشهادة العالم أجمع لكنها اليوم أمام منعطف خطير يهدد إفراغ هذا النصر العظيم الذي استبشرت به الأمة أجمع لتعود مصر لمكانتها الحقيقية بعد ان غيبت عن المشهد والصدارة طيلة المدة من التوقيع المشؤوم مع الكيان الصهيوني وحتى الثورة المباركة , تلاشت التأزمات الفكرية والطائفية خلال الثورة وشوهد ذلك التلاحم الفريد بين أطياف المجتمع المصري لكن الأحداث الطائفية الأخيرة بين النصارى والمسلمين تعد خطراً محدقا بمكاسب الثورة وذلك لمن يتابع المشهد المصري اليوم , ونفس المشهد يتكرر في أرض اليمن فقد خفت صوت إنفصال الجنوب وتخلت صعده عن حروبها وتلاحمت مع السلميين المطالبين برحيل النظام ولم يعد يذكر للقاعدة أثر بعد هذه الجموع الهادرة التى يجمعها هدف واحد هو رحيل هذا النظام والتطلع لمستقبل أفضل وحياة كريمة .
بنظرة الى الماضي القريب لشمال اليمن وجنوبة وما مر به كل منهما من أزمات وإقتتال وحروب وظلم ونهب وثأرات يعد تركة ثقيلة ، ماض غيب فيه القانون وافرغت مؤسسات الدوله من الترقي في سلم التميز وخدمة البلاد الى الأنانية المفرطة والنظرة القصيرة , كل ذلك يشكل عبء ثقيل فالمرحلة المقبلة تحتاج الى عقد ورش عمل للتشخيص لوصف الدواء المناسب ذو المفعول السريع لتحقيق حياة كريمة يسعد فيها كل من على ارض اليمن واللحاق بركب الحضارة .
اول ما ينبغي تقريره لمرحلة ما بعد الثورة سد كل الطرق التي أدت الى هذا التشبث بسدة الحكم ووضع آلية قانونية دستورية ملزمة لتداول السلطة سلميا مع تأسيس جهة عليا وظيفتها مراقبة تصرفات الحاكم أينما وجد وإعادة هيكلة الجيش اليمني على اساس أن يكون في حماية الشعب لا حماية الأفراد .