على هامش زيارة الرئيس

جميل أن يقوم رئيس أية دولة بزيارة إلى ولاية من ولاياة بلاده أو محافظة في دولته، والأجمل من ذلك أن يطلع على سير الأمور في هذه المحافظة ويتفقد أحوال المواطنين ويستمع إلى شكواهم وهمومهم على حقيقتها وبدون مساحيق تجميل أو رتوش كما يقال .

 

لكن أن يتم تصوير الأمور أنها على خير ما يرام، أو أن يتم تسطيح القضايا والمشاكل وجعلها مشاكل شخصية فهذا لم يجد وظيفة لابنه وتلك تم إيقاف راتبها ... الخ، أو أن يتم توجيه وتوزيع الدعوات لأشخاص بعينهم، وكذلك انتقاء من سيتحدثون؛ فهذا ما ليس بصحيح .

 

كما أن البعض أراد من خلال زيارة الرئيس الأخيرة تزيين الأمور والتزلف، مع أن الرئيس في غنى عن كل كذلك فهو بحاجة لمن يبين ويتحدث عن النواقص والسلبيات والهموم ومشاكل البلاد عامة .. أم أن كل شيء تمام والناس يأكلون المن والسلوى، والعسل البغية في كل بيت، والطرقات مفروشة بالورود .. فهذا ما أسقط الأمم والدول والجماعات، والبركة في الفضائية اليمنية والإذاعات والصحف الحكومية .

وللإنصاف فهناك من تحدث عن الهموم العامة والفساد وانعدام القانون، وهؤلاء يستحقون وقفة شكر وتقدير .

 

كما أن وضع حجر الأساس وافتتاح عشرات المشاريع والتي ربما قد بدأ العمل في بعضها منذ أكثر من سنة موضة قديمة لم تعد صالحة حالياً، كما أن بعضها لا ترقى أن يفتتحها الرئيس، وكذلك إخراج طلاب المدارس منذ الصباح في الطرقات إلى وقت الظهيرة ليس بالأمر المستساغ .

انتهت زيارة الرئيس مع صرف مبالغ كبيرة وتوجيهات سواء لأشخاص أو لجهات، نأمل أن يتم صرفها، لا أن تظل التوجيهات حبر على ورق وتصطدم ببعض النافذين .

 

أخيراً : إن ما يريده الناس هو محاسبة الفاسدين، وإقامة النظام والقانون على الجميع، وتحسين الوضع الاقتصادي، وإعادة هيبة الدولة وإقامة دولة المؤسسات للناس.. حينها لن يتم الحديث عن المشاكل الشخصية والقضايا الخاصة .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص