جاء الإسلام ثورة ضد الظلم والعبودية
والجور، وليخرج الناس من رق الاستعباد والذل والهوان إلى فضاء الحرية، ولهذا قال
ربعي رضي الله عنه : (نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى
عبادة رب العباد ...) .. لم يعد هناك مجال للسكون والصمت .
ماذا بقي للناس غير الصياح والحركة ؟ ترتفع
أسعار فواتير الكهرباء إلى الضعف، وتزيد مبالغ المياه مرتين، وتتضاعف أسعار
العمليات الصغرى والكبرى بالمستشفى كذلك .. والريال اليمني يلفظ أنفاسه الأخيرة في
غرفة الإنعاش .
الحيوان إذا حورب في رزقه ثار، وإذا حوصر
هاجم، وإذا أوذي في فراخه وصغاره استمات في الدفاع عنها .. وسلطتنا حاربت الناس في
لقمة عيشهم، في بيوتهم، في الكهرباء والماء والصحة .. المواشي إذا أردت ذبحها
تحركت واهتزت، وأنتم تذبحون الشعب كل شهر ويوم ثم لا تريدونهم أن يصيحوا ويتحركوا
.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (عجبت من رجل لم يجد قوت يومه ثم لا يخرج
للناس شاهراً سيفه) .
ماذا تفعل الأرملة ؟ وماذا يصنع المسكين ؟
وماذا يعمل من راتبه (20) أو (30) ألف ريال ؟ وكيف سيعيش من لديه (5) أو (7) من
الأبناء مع ما يحصل من ارتفاعات ؟
تبكي الدولة وتشتكي مِن مَن تصفهم بالقاعدة،
أو الحراك .. ماذا تتوقع عندما تشعل النار تحت الماء ؟ ألن يغلي ويفور .
قامت ثورتا سبتمبر وأكتوبر لإقامة العدل
ونشر الحرية والمساواة .. فلتسألوا الصغير قبل الكبير ماذا حصل بعد ثلاثين عاماً
من الثورة ؟ الحقيقة أننا بحاجة إلى ثورة، بل إلى ثورات .. بدلاً من شراء الأسلحة
بالمليارات اشتروا الطعام والكهرباء.. وبدلاً أن تبيعوا غازنا بـ (3) دولارات
بينما سعره الحقيقي أكثر من (12) دولار بيعوه للشعب .
هل تعلم سلطتنا الموقرة أنه ما زال في
بلادنا هناك الآلاف من العبيد يباعون ويشترون .. لتعلموا حالنا تأملوا في أرقام
الحالة الأمنية لعام 2009م بحسب إحصائيات وزارة الداخلية : أكثر من ألف قتيل عمد،
و(3) مليارات عمليات سطو وسرقة، وجريمة حصلت كل (13) دقيقة .. والله المستعان .
تخيلوا أن عدد الذين استطاع حرس الحدود
منعهم من التسلل إلى السعودية خلال الثلاثة الأعوام الماضية أكثر من (695) ألف
يمني .