العِقد الجميل

يمثل التجمع اليمني للإصلاح الامتداد الطبيعي لحركة التجديد والإصلاح في اليمن التي من روادها الإمام الصنعاني والشوكاني والبيحاني مروراً بالزبيري في العصر الحديث وغيرهم من رواد النهضة والبناء والإحياء، ويشكل الإصلاح واجهة الحركة الإسلامية في اليمن ساعياً للتغيير والإصلاح والنهوض  بقدر مايستطيع.

لقد كان الإصلاح بشهادة الجميع هو الحزب الوحيد الذي دخل وشارك في السلطة وخرج منها بالصندوق، وتحمل في سبيل ذلك كثير من الضغوطات والأعباء، ولكنه كان في دخوله للسلطة وخروجه منها منحازاً لمصالح الشعب، ولم تسجل على الإصلاح حالة واحدة للعنف أو التطرف، كما أنه لم يقع في فخ الخلافات الفقهية مع الآخرين، ولم يتصادم معهم، بل مد جسور الحب والمودة والمصلحة العامة للجميع، ولا أدل على ذلك من فكرة اللقاء المشترك الذي يشكل الإصلاح واجهته بالإضافة للاشتراكي وشركاؤه من أحزاب المعارضة الوطنية الأخرى .

استطاع الإصلاح خلال العشرين عاماً أن ينتشر في ربوع البلاد في المدن والقرى في السواحل والبوادي والأرياف وفي كل المناطق، وانتسب إليه مئات الألوف من جميع الطبقات والفئات، وانتظم الجميع فيه مشكلين عقد فريد .

في قافلة الاصلاح ستجد المهندس باصرة والأستاذ عقيل العطاس ستمر على الأستاذ عبدالله بو دويله وفتحي باصبيح وتسلّم على بن زياد في المكلا والمهندس حسان وباسيود في سيئون سترىالأستاذ عمر الحبشي وستجد الرياضي فهمي سلمان وستتعرف  علىصلاح باتيس وبن شهاب ولا يمكن أن يغيب عنك الأستاذ محمد بشير والمهندس عبدالحافظ خباه والشاعر خليل باسيف ستشاهد الدكتور صالح بن زيلع  وتسمع لمحمد ياسين باحميد وخندور  سيبتسم لك انور باشغيوان  ومحمد عبود و...و (وتحية لكل اصلاحي وودت لو اذكر كل واحد بأسمه) سترى قلادة رائعة ينتظم فيها الدكتور والمهندس والأستاذ والتاجر، ستجد الفلاح والمزارع والكهربائي، ستجد معلم القرآن وخطيب المسجد سترى الرجل والمراة الشيخ والشاب والفتى جميعهم يجمعهم الفكر الواعي والرؤية المستنيرة في ظل الإصلاح .

في ظل الإصلاح تعلمنا الحوار والنقاش وإبداء الرأي والاعتراض لكننا في النهاية تعلمنا أن نحترم الشورى، نوقر الكبير ونعرف له حق القدم والسبق لكن ذلك لا يمنعنا من تبادل وجهات النظر وطرح ما لدينا .

الإصلاح يدفع بأفراده لخدمة الناس وتقديم الخير للجميع من خلال منظمات المجتمع المدني المختلفة  كالجمعيات والمؤسسات الخيرية والاتحادات والنقابات ولذلك وبحمد الله فأن أعضاء الإصلاح يمثلون قدوات حسنة ونماذج جميلة في مناطقهم وأحيائهم  بشكل عام .

مع أن الانتماء للإصلاح كما هو معروف لا يمثل أي مكسب مادي أو منفعة شخصية بقدر ما يمثل التزام وعطاء لكن ذلك يمثل شعور بالسعادة، ولذلك نرى الالتفاف الكبير بحمد الله حول الإصلاح ولا أدل على ذلك من الأصوات التي يتحصل عليها الإصلاح في الانتخابات سواء المحلية أو النيابية في مدن ساحل ووادي حضرموت .

 أضحى الإصلاح اليوم رقماً صعباً في الحياة السياسية لا يمكن تجاوزه والقفز عليه، والإصلاح اليوم وشركاءه في اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني يعرفون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن البلاد قد وصلت إلى النفق المظلم وأن الحلول الترقيعة لم تعد مجدية .

الإصلاح اليوم وفي ذكراه العشرين مطالب بالالتحام أكثر بالناس وتبني مطالبهم، مطلوب منه تعميق مفهوم النضال السلمي بالطرق المختلفة والمتنوعة، وهو الشعار الذي رفعه في مؤتمره الأخير (النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات) .

 وفي الختام تحية حب ووفاء وعرفان لكل قيادات وأعضاء وانصار ومحبي الاصلاح ومزيدا من العطاء وبذل الخير والمعروف والصمود  والنضال  فالظلام حتما لن يستمر وستشرق شمس الخير عما قريب باذن الله .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص