في أحد الأيام كنت أشاهد وأستمع لبرنامج زيارة خاصة في قناة الجزيرة ، وهو برنامج شيق ومقدمه سامي كليب الصحفي المتمكن ، يلاحظ ذلك من خلال الأسئلة التي يطرحها على ضيوفه وكيفية محارة واستخراج الأجوبة من ضيوفه ، وكانت هذه الحلقة التي أشاهدها مع رئيس جزر القمر أحمد عبد الله سامبي وعرفت الكثير عن هذه الجزر ولكن ما لفت انتباهي هي نقطة أثارها مقدم البرنامج أثناء تعليقه ألا وهي أنه خلال زيارته لجزر القمر لم يجد من يمارس التسول في هذه الجزر رغم الفقر الظاهر على سكان هذه البلاد.
فتذكرت كلمات قالها المناضل المهندس / فيصل بن شملان أن من الأمور التي جعلته يترشح ودخول الانتخابات الرئاسية 2006م هو ازدياد وكثرة المتسولين في المساجد والأسواق حيث أخرجتهم الحاجة لممارسة هذه العمل ، وهي فعلا شيء مقلق للأمة أن تصل أمور بالشخص لممارسة هذا العمل المهين ، وأرى أنه يتحمل المسئولية في الوصول بهذه الفئة إلى هذه الحالة المزرية هم قادة الحزب الحاكم وسياساتهم الخاطئة التي مارسوها ، وكيف تحول المتنفذين من هذا الحزب إلى تجار ومقاولين وسماسرة وأصبحوا من أكبر أثريا البلاد على حساب المواطن الغلبان ..
وأما أكثر ما يقلق الكثير من الناس ويجب التنبيه إليه وهو خطر قادم إلينا ألا وهي مجاميع المهمشين (الحرافيش) التي تعيش على امتهان التسول في الأسواق ، حيث تزداد أعدادهم بكثرة في مختلف مدن وقرى وادي حضرموت . والحريق الذي وقع على بيوتهم الكرتونية (كما وصفها مسئول في الدفاع المدني) بمدينة سيئون خلال شهر يونيو 2009م دليل على الواقع المؤلم الذي تعيشه هذه المجاميع ، فأنا أخشى في يوم من الأيام أن تأتي بعض المنظمات التنصيرية وتهتم بهم وتقدم لهم الغذاء والدواء وتبني لهم الملجاء (السكن) وتوفر لهم التعليم بيد واليد الأخرى تقدم الدين المحّرف - لا سمح الله - بسبب أننا لم نقدم لهم أي شيء بل تركناهم يعانون المرض والفقر والجهل ، بل يصل بالبعض احتقارهم وانتقاصهم .
إنني أدعوا كافة الدعاة من كافة التيارات إلى الوصول إلى هذه المجموعات بالدعوة إليهم والاهتمام بهم بالطرق المناسبة التي تقربهم إلى دين الله عز وجل وإخراجهم من الحياة البائسة التي يعيشونها (أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) فهل ننتظر اليوم الذي تظهر لنا مجموعة منهم قد انحرفت وتنصرت ، ويصبح عندنا أقلية نصرانية - لا سمح الله - وسيستخدمها أعداءنا أدوات لإثارة المشاكل والقلاقل كما يحصل في أفريقيا حيث تستخدمهم الدول الكبرى قنابل موقوتة متى أرادت أن تضغط على الأنظمة حركتها وسوف نندم حيث لا ينفع الندم .
فأين الدعاة الذين همّهم أن يلتزم الناس بعقيدتنا الإسلامية السمحة ويحترقون ليضيئون طريق الهداية للناس قدوتهم الغلام المؤمن الذي أرشد الملك الظالم طريقة قتله لينشر الدين الحق بين الناس ليعم الخير المعمورة : (ومن أحسن قولا ممن دعاء الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) .