الترويج للمنتجات التجارية نشاهده من على الشاشة الصغيرة أو على الصحف والمجلات ومن على الملصقات، وتعتبر هذه مرحلة مهمة في تسويق المنتجات واستمالة المستهلك، لكي يقتني سلعة ما .
لكن هل يمكن أن يكون هذا الترويج والإعلان داخل حرم مدارسنا وهي بالنسبة لصاحب هذه المنتجات عملية سوف توفر له كثيراً من الجهد والمال، حيث وجود طلاب مجتمعين وسهل أن تتحكم فيهم وجلوسهم أمام المروجين، ويمكن استمالة الطلبة بسهولة، ويعتمد ذلك على أسلوب الشخص المقدم وعرضه لتلك المنتجات .
القصة وما فيها أني كنت في إحدى مدارس مدينة سيئون حوالي الساعة (30: 8) صباحاً في يوم من الأيام، فإذا بالطالبات جالسات في ساحة المدرسة، وأمامهن سيارة (ديّنا) كبيرة مغلقة ورسم عليها دعاية لمنتوج توقفت وسألت شابين كانا جالسين : ماذا عند الطالبات ؟ قالا : هذا تروج .. فتحركت إلى مكتب إدارة المدرسة حيث لا يوجد أحد داخل المكتب، فالجميع يشاهدون ذلك الترويج مع الطالبات، فجاءت المديرة عندما دخلت المكتب، وقلت : ماذا عندكم .. ترويج ؟! قالت : نعم .
طبعاً حضوري للمدرسة لسبب آخــر ليس له علاقة بهذا الموضوع، وعند الاقتراب من السيارة وجدتها تحتوي علىمطبخ متحرك وامرأة تعلم الطالبات استخدام هذا المنتوج .
وفي أثناء ما كنت أرى هذه العملية، وكان الأصل أن تكون الطالبات في هذا الوقت داخل صفوفهن فتبادرت إلى ذهني عدة استفسارات، هل الدخول إلى المدارس وممارسة هذه الأعمال التجارية يسمح بها القانون واللوائح المدرسية ؟ أم أن هناك برنامجاً مشتركاً بين وزارة التربية والتعليم وهذه الشركات يتم بموجبه تنفيذ برنامج تأهيل للطالبات في مجال معين، وفي المقابل تمنح الشركة للمدرسة مقابل لعملية الترويج داخل حرم المدرسة وبين الطالبات .
لكن وفي تلك اللحظات تذكرت مقال للأستاذ محمد علي باحميد عندما أشار فيه عن الرياضة ولائحة نادي المكلا التي تحمل دعاية الأرز، وكيف أصبح الكثير يمارس عملية استجداء وجمع الأموال من قبل الأندية الرياضية؛ لأن الرياضة اليوم أصبحت تجارة ولم تعد انتماءاً .
وها هي اليوم الدعاية تمارس داخل مدارسنا، وإجبار طالباتنا على الجلوس أمام المروجين، وتضييع الحصص الدراسية .. يا ترى من المستفيد من مثل هذه الأعمال ؟