أظهرت الأحداث الأخيرة للحراك الجنوبي
الإفلاس الذي اتسم به خطاب كثير من المسئولين والكتاب الصحفيين حين يستضافون في
القنوات الفضائية العربية المستقلة والتي تتمتع بكثير من الحرية فقد لوحظ لدى بعض
هؤلاء الضعف وعدم القدرة على الإجابة للأسئلة الموجهة لهم من قبل مقدمي برامج هذه
القنوات لأنهم قد تعودوا في الحديث إلى الإعلام المحلي من صحف وإذاعة وتلفزيون
وأثناء حديثهم يبدأ بالمدح والثناء واستهلال حديثه بكلمات وعبارات (مصفوفة الأخ
الرئيس وأنه لا يشك في حكمة وحنكة صاحب الفخامة) وكأنه يخاطب من قد تعود عليهم
ونسي أو تناسى أنه يخاطب جمهوراً آخراً يريد منه الحجة ليبرر أفعال الذين يدافع
عنهم ودحض أقوال الطرف الثاني ولكن للأسف قد تعود هولاء على هذا الخطاب السقيم في
أجهزة إعلام الدولة التي يسيطرون عليها فلم يستطع الواحد منهم توصيل أفكاره إلى
جمهور القنوات الجديدة بينما أوصل الطرف الآخر فكرته من خلال طرح كلما يعانيه من
تعرية لأخطاء وأفعال يرتكبها النظام وكيف
ولدت هذه الممارسات هذه الاحتجاجات والتظاهرات فتولد عند المشاهد والمتلقي لهذه المقابلات
و الاستضافات تعاطف كبير بان النظام فعلا قد مارس أخطاء يجب أن تصحح فينتهي إليه
الحديث بالاعتراف بان هناك تصرف فردي وهناك شح في الموارد وأن هؤلاء خارجون على
القانون وهو غير قادر على أظهار معالجات وتصحيح للأخطاء التي أقربها بل تجدهم
يكررون قول الرئيس أن هناك فساد وأن هناك تعثراً في بعض المناطق للمشاريع ولم يظهر
ما هو الذي تم لمعاقبة الفاسدين والواقفين حجر عثرة في طريق أن يحصل المواطنين على
حقوقهم . فالإطراء والتصنع في المدح والتملق ليس حجة وإنما دليل إفلاس وكذلك ترديد
كلمة أن هناك أخطاء في جميع محافظات الجمهورية والاعتراف بالفساد لن يقنع المطالبين
بحقوقهم والمحتجين بالعدول عن المطالبة بالحقوق وسوف يعطيهم دفعة في استمرار
أعمالهم الاحتجاجية إن لم تأخذ الاحتجاجات منحى آخر فالأصل أنكم عندما تقولون
وترددون ما قاله الرئيس واعترافاته بالفساد وأنه في جميع محافظات الجمهورية فعليكم
أن تظهروا ماذا اتخذ ضد كل من مارس هذه الأخطاء وما هي المعالجات وما هي خططكم
لتفادي الوقوع فيها للمستقبل ومحاولة التخفيف من معانات المواطنين فالمواطن لن
يرضي بان يستمر الوضع الحالي يرى كيف يتمتع المسئولون بحياة غارقة في النعيم وبين
الحين والحين يتم تبديل السيارة بأخرى أرقى والقديمة للأولاد وظهور البيوت الضخمة
والأثاث الحديث.
من فضل الله علينا هذه الأيام أنه لا يمكن
حصر أجهزة الإعلام فالفضاء أصبح يعج بكثير من القنوات الإعلامية ولا يمكن حجبها
والنت يعج بكثير من المواقع الإخبارية وأصبح حجب المعلومة أمر غير ممكن وسوف يكون
المتلقي هو الحكم وسينحاز لصاحب الحجة الأقوى .