عزيزي القارئ :
أليس قلم الرصاص هو القلم الأكثر استخداماً .. فلنقل : نعم .. ولكن ليس لأنه الأجمل ولا الأدق، ولكن لأن أخطاءه يمكن أن تمحى .
فلنتذكر أننا عندما بدأنا المرحلة الابتدائية، بدأنا باستخدام قلم الرصاص لأننا مبتدئين ونقع كثيراً في الأخطاء، وكذا المرحلة الجامعية نستخدمه كثيراً وخاصة في الاختبارات التي تحتوي على عدة خيارات، فلابد من استخدامنا لقلم الرصاص حتى نتمكن من التعديل عندما نخطئ .
وأيضا على صعيد حياتنا اليومية عامة نرى أننا نحن كبشر كثيراً ما نخطئ، لذلك يجب أن تكون أخطاؤنا لها نفس الصفة التي يحملها قلم الرصاص عندما نخطئ نتحمل خطايانا ونعترف .. فنمسح ونكتب من جديد (الطريق الصحيح) .
صحيح خلقنا الله في أحسن صورة وأحسن تقويم، ولكن لا ننسى أن هذا المخلوق دوما والمسمى بشرا يتسم بصفة النقصان، فـالكمال لله وحده جلّ جلاله.
وقد أخبرنا بذلك معلمنا وحبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام حينما قال : (كل بني آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابون) أو كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم .. فما دام أن الخطاء يعتبر صفة فينا، فلنقهر شيئاً بداخلنا اسمه الخوف، ولنتذكر أن من لا يخطئ لا يتعلم من أخطائه وأن من تعلم من خطئه لاشك أنه سيتجاوز ذلك الخطأ، ولن يقع فيه مرة أخرى، ولكن من لا يتعلم من أخطائه سيأتي عليه يوم وتنتهي ممحاته ولن يجد ما يمحي به أخطاءه .
صحيح وجود الممحاة في قلم الرصاص شيء مهم بل أساسي، ولكن فلنجعل نصب أعيننا أن قلة استخدام هذه الممحاة يدل على الشموخ والذكاء في التعامل والتعلم السريع من الأخطاء وعدم الوقوع فيها مرة ثانية .