في صخب هذه الحياة, وتسارع لحظاتها !! لهثاً
وراء الرزق تارة ! وتارة وراء لا شيء !! ولن أعلق على الأخير !! فمع هذا الصخب
الصارخ ينسى الكثيرون منا وربما يتناسون - إن صح التعبير - الوقوف لبرهة لنتأمل
فيها حياتنا تلك !!
كم تساوي عزيزي القارئ حياة الإنسان, إذا
خلت من التأمل والتفكير ولو لدقائق معدودة قبل كل شيء !!
أظنها, لا تكاد تساوي شيئاً !!
فكل يوم, يترصد حياتي وحياتك أواخذ كثيرة, تريد أن تسلبك أثمن ممتلكاتك, عقلك .. ووجدانك استقلالك .. وحتى نفسك التي بين جنبيك !
إن التأمل أعزائي هو لحظة سلام, بين الإنسان وذاته, يراجع فيها ما
هو عليه الآن وإلى أين هو متجه, ولماذا؟ وكيف يكون ذلك ؟!
وهو المرفأ العظيم الذي نلتقي فيه بذواتنا,
فصحيح أن التأمل يتطلب عزلة .. ولكنها (عزلة إيجابية) عزلة مع الذات!
ولنعلم أن العزلة الإيجابية هذه، أو التأمل
كما أسميناه .. من ضرورات كل حياة تريد أن تكون معطاءة وعظيمة : قال تعالى : (وفي
أنفسكم أفلا تبصرون) . فالإنسان الذي لا ينأى بنفسه عن ضوضاء الحياة برهة كل يوم,
ليتأمل نفسه، مواقفه، أخطاءه، أحلامه.. فهو للأسف يعرض مرايا حواسه للصدأ.!!
فلماذا لا نجرَّب أن نستخدم البوصلة مثلما
نستخدم الساعة في إدارة أوقاتنا, حتى نحدد اتجاه سيرنا في الحياة، ونستطيع حينها
أن نضع سلَّم نجاحنا على الطريق الصحيح منذ البداية ؟!