كما تفكر .. تكون ؟

خلق الله الإنسان وميزه عن باقي خلقه بأن وهبه عقلا ليفكر به في تسيير أمور حياته منذ ولادته وحتى مماته, ولولا وجود هذا العقل للإنسان لما سمي كذلك .

 

العقل معمل أفكار يعمل ليل نهار طوال سنوات عمر الإنسان الذي كتبه الله له, لا يتعب و لا يتوقف إلا بالموت.

كما تفكر تكون, فكر بالنجاح والتقدم والسعادة تحصل عليها جميعا, وعندما تفكر عكس ذلك تكون النتيجة بؤسا وفقرا وشقاء .

فهذا شكسبير يقول : «لا يوجد شيء سيء وشيء جيد في هذه الحياة، إنما هو تفكيرنا الذي يجعله سيئا أو جيدا .


فلا شك كل منّا يتمنى ويحلم أن يعيش كل أيامه في نجاح، ولكن نسي أن المصير ليس مفروضاً علينا، وإنما تحدده اختياراتنا والتي تأتي محصلة ونتيجة عن ما يدور في أذهاننا, ولا يشترط في الإنسان أن يكون ذو درجة عالية من الذكاء حتى يفكر، فالله قد وهب لنا عقولا متفاوتة.

أن يكون الإنسان مفكرا, هذا شيء, وأن يكون ذكيا شيء آخر, فالذكاء والتفكير ليسا مترابطين فينا, فقد يكون الإنسان في أعلى درجات التفكير الجيد ولكنه ليس ذكيا والعكس صحيح، لذا فالواجب علينا المبادرة الذاتية لتحقق أحلامنا, ولنعلم أنه لا يمكن عمل أي شيء بدون الأمل ولا يمكن انجاز أي شيء بدون العمل .


وللأسف الشديد نرى البعض يفكر في أمور ويضيع بها وقته ولا تعود عليه بالفائدة .

سئل مرة العالم المعروف آينشتاين : كم قدم في الميل الواحد ؟ فأجاب لا أعرف، ولماذا أملأ عقلي بأمور وحقائق يمكن أن أجدها خلال دقيقة في كتاب عادي؟

أعطانا آينشتاين بذلك درسا كبيرا, حيث طلب منا استعمال عقولنا في أمور جديدة, وليس إشغالها بأمور أصبحت معروفة للجميع .

دع تفكيرك وإيمانك عزيزي القارئ يعملان لصالحك ولا تدعهما يعملان ضدك .


فالحكيم منّا من كان سيد عقله ** والفاشل من كان عبدا له

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص