فجأة تنطفئ الأضواء عنا، وتغلق الأبواب، وتتلعثم الأفواه، وتعجز أبداننا عن إبداء رأيها .. فتتراكم الأحزان والآهات في عضو صغير فينا عميق الحمل .. عميق ورغم العمق قد امتلأ ويتمنى الاكتفاء...
كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان عن باقي المخلوقات بأن جعل تحديه مع نفسه وذاته أكبر من أي شيء آخر، فإذا نجح في ذلك فسيتجاوز بعدها ما دون ذلك من تحديات نحن نراها كبيرة جدا ولو قارناها بغيرها من تحديات والتي تحمل معنى الخيار الواحد نراها تكاد تكون لا شيء، ففي الغابات مثلا تحديات وتحت مسمى (البقاء للقوي) إما أن تكون قويا وإلاّ فستموت .. أو ما هو موجود في المحيطات والبحار تحت مسمى (الكبير يأكل الصغير) إذا كنت صغيراً فلن تعيش طويلا .
عزيزي القارئ .. حينما يصادفك تيار الأزمات لا تقف مكتوف الأيدي وتنتظر النتيجة .. فالحياة شعرة قابلة للقطع في أي لحظة .. حارب الأزمات ولو لم يحارب معك أحد .. ولا تيأس وتنتظر من يزرع الأمل داخلك، بل يجب أن تصنع لنفسك أرضاً صلبة كي تقف عليها.
الحياة واسعة، وتفرعاتها أوسع وأكثر، فإذا خانك هذا الطريق فتأكد بأن ذلك لن يخنك .. لا تخف تغيير مسيرتك.. تشجع ولتكن صامدا قويا كقلبك في نبضه وثباته رغم الحياة وقساوتها .. لا تتجرد عن حياتك وتكتفي بالنظر من بعيد..جرب وحاول...
ادخل في الجديد وبدد حياتك لتتبدد أحزان قلبك مع إشراقة كل يوم جديد في عالم مليء بالتجارب والمحن .. عالم لا يرحم فاقدا للقوة وللتماسك .. لا تكن ضعيفا في حمل أعباء قد تتكاثر حتما مع مرور الأيام و الصعاب ..
طهر وامسح بقايا الماضي من مجراك .. وازرع الأمل في كيانك ليستعيد روحك المعهودة بالقوة والصلابة مدى الحياة بإذن الله تعالى، ولا تنسى بأن الأيام قد قسمت, فيوم لك، ويوم عليك .. فخذ بالأسباب وتوكل على الله فهو حسبك .. وكفى بالله حسيباً ..