قال أحد سلفيي دولة الكويت الله أمرنا بأن نخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ونحن للأسف الشديد ضيقنا حريتنا وقيدنا أنفسنا بقيد سميناه (سجن ولي الأمر ) صحيح أن ولي الأمر من حقه علينا أن نسمع له ونطيع في المعروف لكن ليس على حساب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالرسول صلى الله علية وسلم يقول (من رآى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) أي أنه من شاهد المنكر فليغيره بسرعة وبما يستطيعه فما بال علماؤنا ودعاتنا يسمعون بالمنكرات ويشاهدونها ولا يتكلمون فهل ذلك من قبيل الطاعة أم الوقوع في دائرة السجن
تعلمنا منهم فقه الواقع لكن الواقع في واد والخطاب الديني في واد آخر البلاد تعج بالفساد والمظالم والأزمات ومع ذلك تلتقي الأمة كلها في اجتماع أسبوعي لا نظير له بين الأمم ويحسدنا عليه الغير ألا وهو يوم الجمعة ونستمع إلى مواعظ نافعة ولكنها بعيده عن الواقع بل بعضها قد يسيء إلى الواقع
وبمناسبة عيد الوحدة يقو ل الأستاذ زيد الشامي لقد اعترضنا قبل سنوات عن مشاركة البنات في المهرجانات فقالوا أستغفر الله هن بنات صغيرات فما هذه القلوب الضيقة 0
وهكذا بدأوها بالصغيرات سنة بعد سنة في ظل سكوت عجيب من الدعاة والعلماء حتى أنتهت بالكبيرات وصرنا الآن في وضع يندى له الجبين بل وأصبح المنكر معروفا ففي كل المهرجانات هناك وجود بالعشرات لبنات فوق سن العشرين والكل على الصامت والناس تشاهد وتعتبر أن ذلك بمثابة إقرار من المعنيين ماداموا ساكتين هذا غير مايعرض على الفضائيات والقنوات وما يمارس ضد الشعب من مظالم وغلاء و أزمات تهدد أمن البلاد ووحدته واستقراره
ولهذا فإما أن يتصدر العلماء والدعاة للتغيير الشامل للبلاد نحو الفضل وإلا فالناس سيختارون بديلا آخر وستتحدث الرويبضة بل وبدأت وقد يأثمون على تقصيرهم صحيح تسمع أصواتا من هنا وهناك ولكن ليس بحجم المشكلات والمنكرات
فالعلماء والدعاة هم قادة الدعوة والتغيير لهذه الأمة من لدن سيدنا محمد صلى الله عليه سلم واقتداء بالصحابة والتابعين ومرورا بالسلف ووصولا إلى الخلف هكذا كانوا ولازالوا والمجتمع ينتظر منهم كلمة حق يصدعون بها لايخافون في الله لومة لائم ..