حسني مبارك له انجازات كبيرة في مصر فقد قاد
معارك ضد اليهود فكان قائدا لسلاح الطيران في حرب 67م وحرب 73م ونظرا لبطولاته عين
نائبا لرئيس الجمهورية أنور السادات ثم رئيسا لمصر.
لكنه اليوم أحبط كل إنجازاته واعماله بسبب حرصه
على السلطة وظهر عاضا عليها بالنواجذ وهو فوق الثمانين سنة ، كان ممكن يعتزل ويصبح
الحاكم الرمز أو المؤمن أو السابق أو على الأقل الرئيس الراحل أما تشبثه بالسلطة
وتكبره على شعبه فلا محالة أن يوصله إلى الرئيس المخلوع .
والسبب في ذلك هي بطانة السوء الفاسدة حول
كل رئيس وهم (الملأ) كما ورد ذكرهم في
القرآن فهم الشياطين الحقيقيين الذين يزينون للحاكم كل شيء قديما وحديثا ، فهم
الذين زينوا لفرعون أنك أنت الأعلى وأن الأنهار تجري من تحتك حتى صدق نفسه وخطب في
شعبه قائلا لهم : ماعلمت لكم من إله غيري فاستخف قومه ودمر شعبه واظهر في الأرض
الفساد .
وحكام العرب اليوم يذكروننا بموقف فرعون حين
أحس بالغرغرة والغرق والهلاك (قال ءامنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل ) .
فالشعب العربي صبر عليهم سنوات لم تصبرها شعوب العالم بأكمله فلما انتفض
عليهم وثار وقام قومته ولم يقعد نادى الحاكم في شعبة ( لا للتمديد 00لا للتوريث00لا
للتأبيد 00نعم للتعديلات 00نعم للإصلاحات الآن فهمتكم ) فأين كان من هذا الكلام
طيلة سنوات حكمه ، ولم يفهم على الأقل حتى قبل شهر أو أسبوع من انتفاضة شعبه ثم
أين الـ(99%) التي حصل عليها في الانتخابات ، فاتضح من النموذج التونسي والمصري
أنه يحصل على (1%) فقط وهم بطانة الذين يخرجون في مسيرات باهتة يصفقون له ويهتفون بفدائه
بالروح والدم ويتصايحون كالنائحة المستأجرة والبلاطجة الذين يعدهم للتزوير وإشاعة
الفوضى في البلاد .
فيا ترى هل فهم حكامنا الدرس لينتهزوا
الفرصة السانحة لهم ليبادروا هم قبل غيرهم ويسارعوا في إحداث تغييرات حقيقية
وعاجلة أم أنهم لا يزالون في بروجهم المشيدة ينتظرون يوم خلعهم ؟