تنحي مبارك وعودة لحسن البناء

سبحان الله شاء ت الأقدار أن يكون يوم سقوط نظام حسني مبارك هو نفس يوم استشهاد الإمام حسن البناء (رحمه الله ) مؤسس جماعة الإخوان المسلمين العالمية .

هذا النظام طيلة فترة حكمه وهو يعزف على وتر الإخوان يخوف الغرب من حكمهم ويرعب الحكومات منهم   ويكذب على الشعوب بتاريخهم وينشئ مؤسسات لمحاكمتهم ويرميهم في غياهب السجون ونصب المشانق لقتلهم لا لشيئ إلاّ لأنهم قالوا ربنا الله ، ورفعوا شعار الله غايتنا والرسول قدوتنا والإسلام هو الحل .

وهاهي اليوم تعود وصايا وأفكار الإمام البناء التي نادى بها منذ عام 1928م متمثله في مطالب الشباب والشعب المصري والعربي بأكمله .

فهو من نادى بضرورة فهم الإسلام فهما شاملا وأوضح أن الإسلام هو دينا ودوله , ودعوة وإرشاد , وجهاد وتضحية , ومصحف وسيف , وسياسة واخلاق, وحرية وكرامة , ورياضة وفن وربى أتباعة على هذه التربية المتكاملة لجميع الجوانب فانتجت شخصيات سوية فاهمة لدينها مواكبة لعصرها .

  في حين أن العلمانيين وأعداء الدين قاتلهم الله  حصروا الدين في العبادات والزوايا ، وهكذا أرادوها فرفعوا شعار فصل الدين عن السياسة ولا سياسة في الدين ولا دين في السياسة ، كما ردد أركان النظام المخلوع وكل الأنظمة المماثلة .

نعم عاد الإمام اليوم بحضور أفكاره ووصاياه ومنهجه الداعي لإصلاح المجتمعات الإسلامية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا ، فكم كتب عن الوطنيون وكم نادى بالحرية والعزة والكرامة ، وكم خطب عن الوحدة العربية ، وكم تكلم عن الدستور والعلاقات الأجنبية واحترام الأديان وكم راسل وكم .. وكم فسبحان الله شخص الداء منذ زمن بعيد واقترح الدواء بكل صدق وإخلاص .

وسار إخوانه ومناصروه على هذه الخطة الإصلاحية الشاملة على منهاج النبوة فها نحن نشاهدهم اليوم منحازون لشعوبهم يهتفون بمطالبهم  يتصدرون الصفوف في المسيرات والمظاهرات لم تتطلخ أيديهم بدم برئ لا يسعون لمغانم سوى خدمة بلدانهم وأمتهم وشهد لهم الأعداء قبل الأصدقاء والحق ماشهد به الأعداء .

فياسبحان الله هذا اليوم غادر حسني ونظامه  فتنفس الناس الصعداء ووزعوا الكعكة والحلوى فرحا برحيله

ويوم استشهاد  البناء بكت القلوب وأحيت النفوس  وبقي البناء شامخا .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص