يبدوا أن حكام العرب لم يفهموا شبابهم بعد ..
لم يفهموا أن الشباب هم أكبر شريحة في المجتمع وأقواها ..
ولم يفهموا بعد أنه ظهر طرف جديد في المعادلة السياسية ألا وهم الشباب فاليوم أصبح في كل البلدان العربية سلطة ومعارضة وشباب تجاوزوا السلطة والمعارضة فلا بد أن يحسب لهم ألف حساب ..
شاهدنا الرئيس التونسي المخلوع يلقي باللوم على أيادي خارجية هم وراء ما يسميها الفوضى وزعزعة أمن واستقرار البلاد والحقيقة أنها ثورة الشباب المخلصين التواقين للتغيير ثورة الياسمين ..
وشاهدنا الرئيس المصري المخلوع يقول أن الإخوان المسلمين هم وراء كل أحداث مصر والحقيقة أنهم شباب ثورة (25يناير) ثورة الغضب ومنهم شباب الإخوان ..
كذلك شاهدنا معمر وما أدراكم مامعمر يتهم القاعدة بأنها تريد خلعه والحقيقة أن شباب (17فبراير) له بالمرصاد ..
أما النظام في اليمن وكل قنواته يتهم المشترك أنه وراء المظاهرات والمسيرات التي تطالب بالتغيير والرحيل والحق أنهم شباب التغيير في اليمن هم قادة كل الفعاليات في كل اليمن وشباب المشترك جزء منهم بل أن هؤلاء الشباب سبقوا المشترك بالخروج إلى الميدان ..
ولهذا إذا استجاب النظام لأي مطالب سواء كانت للعلماء أو بعض أطراف المعارضة فيجب أن يتم ذلك بموافقة شباب التغيير وإشراكهم في كل شيء ..
فكفى الشباب تهميش وحرمان وهم الأكثر والأقوى في المجتمع ولا يمثلهم أحد لا في مجلس نواب ولا شورى ولا حكومة ..
كفاهم بطالة فأغلبهم عاطلين عن العمل وأخيرا توظف صديقي الشاب الجامعي الذي تجاوز الأربعين فباركنا له فعلق قائلا الحمد لله سأتقاعد بعد (15عام ) فضاعت أعمار شبابنا وهم في طوابير الانتظار ومثله الكثير حدث عنهم ولا حرج ..
كفاهم حرقة يشاهدون ما يجري لإخوانهم في فلسطين وهم يحترقون مكبلين لا يستطيعون نصرتهم ..
كفاهم تهريج يصور للعالم أن (80%) من شباب العرب والمسلمين هم متسكعون في الشوارع يقتلون أوقاتهم أمام شاشات التلفاز و السينماء والبحث من الجميلات في الأنترنت لكن بحمد الله أثبتت لهم الثورات أنهم شباب حضاري راقي أدهشوا العالم بثقافتهم فصاروا محل فخر واعجاب ..
تناسى الحكام أن الشباب هم دائما وابداً هم أنصار الحق وأنصار رسالة الإسلام التغييرية ، قال عنهم صلى الله علية وسلم (خذلني الشيوخ ونصرني الشباب) .
فهنيئا لشعوب يقودها شباب مخلصون ثائرون على كل باطل أياديهم نظيفة لم تتلطخ بسرقة مال ولا قتل برئ
