هكذا ينصح الكاتب المفكر العربي عزمي بشارة
كل من يتولى أمر الشعوب بأن يأخذ العبرة من علي عبدالله صالح فالشباب العربي
واليمني تجاوز مرحلة المراهقة وبلغ سن الرشد مبكرا فما عادت تنطلي عليه الأقاويل
والخزعبلات .
ويتابع للأسف أن الرئيس اليمني وكل أركان
النظام مارسوا مع شعبهم خلال السنوات الطويلة كل أساليب الخداع والمراوغة واللف
والدوران فيقولون ما لايفعلون ويبطون مالا يظهرون .
فمثلا الرئيس عندما يصرح أمام شعبه أنه سئم
السلطة فعليه أن يتركها .
وعندما يعلن لأكثر من خمس مرات أنه لم ولن
يرشح نفسه لانتخابات جديدة ولا يهيء للبديل من حزبه فيكتشف الشعب أنها مجرد مسرحية
هزلية .
و أتبع نفس الأسلوب في موضوع الحوار مع
المعارضة .
وهكذا حتى وصل به الأمر أن تقنعه بطانته
السيئة بالتبديد والتمديد والتوريث معلنا إياها عبر سلطانه البركاني الذي تبجح و
بكل وقاحة أمام الملأ أنهم قرروا قلع العداد ضاربا بكل إنجازات الثورة والوحدة
والديمقراطية عرض الحائط والعودة بالبلد لما قبل الملكية والإمامية وطبعا لم يقل
ذلك من فراغ إلاّ بضوء أخضر من علي .
كل ذلك ولّد لدى الشباب اليمني إحساس
بالإحباط من هذا النظام والشعور بالمسئولية والتطلع تجاه التغيير بالوسائل السلمية
وما أن انفجرت ثورة تونس ومصر إلاّ انتهز الشباب تلك الفرصة وخرجوا إلى الشارع
للتعبير عن مطالبهم السلمية الواضحة (الرحيل – الرحيل ) ورفعوا شعارهم بأعلى
أصواتهم - الشعب يريد اسقاط النظام - ولما أحس صالح بالخطر عاد ليمارس سلوكه من
جديد وبدأ يقدم المبادرة تلو المبادرة ولكن بعد ماذا بعد ما انتهى الوقت الإضافي
والضائع وأطلق الحكم صفارته النهائية .
واستمر مسلسل الكذب والزيف بكل الوسائل
والطرق الغير مشروعة عبر البلاطجة ووسائل الإعلام والصحف والنوائح المستأجرة حتى
سقط القناع عندما أحل دم امرئ حرام وذلك بممارسة القتل العمد ورمي المتظاهرين
بالغاز السام هنا لم يعد أحد يصدقه وحتى زيفهم غدا يثير الضحك والنكتة حينما
اتهموا الجيران بأنهم قتلوا (53) من خيرة شباب ساحة التغيير شهداء جمعة الكرامة )
استغفر الله اذا كان المتكلم مجنون فالمستمع بعقله معقولة الجيران يجتمعون ويتفقون
على قتل أبنائهم .
لهذا قرر الشعب حتمية التغيير ومن
ورائه جيشه العظيم ولا يزال يجمع المحللون
بأن علي ليس كالقذافي وان أطلق تهديداته ووعيده لمن يسميهم بالانقلابيين على
الشرعية الدستورية فمشكلته في بطانته السيئة وهي اسوأ بطانة في الوطن العربي بعد
القذافي الذي ليس له بطانة وذو المنطق الفرعوني ما رأيت لكم من إله غيري .
فالحكمة تقتضي أن يتخلص هو من هذه البطانة والنزول عند مطالب الشعب والرحيل
00الرحيل قبل أن يجلده التاريخ على مر العصور والأزمان .