ثورة الشباب أعلى رقم قياسي في تاريخ الثورات ، قانون الثورات لا يشترط مشاركة أعلى نسبة من الشعب لتكون الثورة ثورة ، فيكفي خروج نسبة نوعية من الشعب لتكون الثورة شرعية ، فمثلا الثورة الفرنسية التي تعتبر مفخرة أوربا وهدمت الباستيل وأقامت الجمهورية الفرنسية المدنية قامت بنسبة 1% فقط من الشعب الفرنسي ، والثورة البلشفية في روسيا والتي أنهت حكم القياصرة انتصرت بمشاركة 7% فقط من الشعب الروسي .
وهكذا الثورة الإيرانية ثورة الكاسيت مثلت نسبة 10% من الشعب الإيراني ، وثورة الشباب في مصر زادت نسبة المشاركة ووصلت إلى 22% من الشعب ، أما ثورة الشباب في اليمن فحطمت الرقم القياسي وكانت المفاجأة الكبرى والمدهشة في تاريخ الثورات ، فتخيل يخرج من صنعاء مليون من أصل ثلاثة مليون سكان صنعاء فتكون نسبتها أعلى بكثير من نسبة سكان القاهرة الذي يزيد عددهم على عشرين مليون وخرج منهم اثنين مليون فقط .
وكذلك تعز يخرج منها كل جمعة أكثر من مليون في حين أن سكان المحافظة لا يتجاوز أربعة مليون ، ناهيك عن خروج مئات الآلاف من بقية المحافظات والإعتصامات في خمسة عشر محافظة .
وهكذا إذا استمرينا في لغة الأرقام في ثورة شباب اليمن ستزيد النسبة عن 50% وهذا مالم يسمع به الآباء الأولون ، زد على ذلك فإن خروج اليمنيين خروجا نوعيا يضم كل فئات الشعب بما فيهم نواب ووزراء كانوا في الحزب الحاكم وانضموا لثورة الشباب ، إضافة إلى شيوخ مشايخ القبائل والعلماء وأساتذة الجامعة والطلاب والنساء والعمال والمحامين والتجار وكل الفئات دون استثناء .
فماذا يريد النظام بعد كل هذا ، بل وأكثر من ذلك أصبح النظام اليوم يعيش في عزلة داخلية وعربية ودولية
فعلى ماذا يراهن النظام اليوم ؟ .
إن كان على خروج المؤيدين كما يقول الرئيس إن أخرجت المعارضة مليونا فسأخرج مليونين فهو خسران يجمعون الناس لجمعة واحدة مدفوعة الأجر ، وبالمقابل الشباب يجمعون الملايين في عشرين محافظة بلاش
وإن كان على الإعتصامات فللشباب عشرون اعتصاما ولا اعتصام لهم ، وكل يوم يمر تقوى شوكة الثورة ويشتد عودها ويزداد مؤيدوها ، وكل يوم يمر على النظام تتكشف نواياه ويزداد بطشه وقتله للمتظاهرين وتتساقط أوراقه وينفض الناس من حوله ويقرب نفسه للمحاكمة وحبل المشنقة فعلا 00فما لهؤلاء القوم لا يفقهون .