بفضل الله وببركة هذه الثورة الشبابية
العارمة في كل مدن وقرى اليمن تجسدت وتعمقت أواصر الوحدة والأخوة بين أبناء هذا
الشعب العظيم ، نعم تجسدت عندما توحد اليمنيون جميعا حول هدف واحد ألا وهو (الشعب
يريد إسقاط النظام ) .
وتعمقت حينما رفع شباب الثورة شعار(سقوط
النظام هو المدخل الأساسي لحل القضية الجنوبية ) هذه القضية التي غدت هم كل يمني
وسببها هذا النظام الذي صادر الأرض ونهب الثروة وانتهك الحقوق والحريات وتأكدت
بتصريحات الأخ عبدالله الناخبي الأمين العام للحراك السلمي الجنوبي وذلك في يوم 9/5/2011م
قائلا (سنتنازل عن مطلب فك الارتباط حبا في ثورة إسقاط النظام ) وأضاف أيضا ( أن
صالح هو الذي فرض على الجنوبيين المطالبة بفك الارتباط وأن هدية الحراك الجنوبي
للثورة أن أبناء الشعب سيبقون موحدين بعد رحيل النظام ) وهذا دليل التعاطي
الإيجابي مع هذه الثورة وما المطالبة بفك الارتباط إلاّ كانت بسبب ظلم هذا النظام
فإذا زال السبب بطل العجب .
وتعانقت بتوحد أبناء البيضاء ويافع والخروج
بمسيرة مشتركة منددين بممارسات الحرس الجمهوري واعتداؤه على السلميين من أبناء
يافع ، بل وتوحدت جميع القبائل معلنة صلح عام فيما بينها حتى يرحل النظام.
وكم
كان الموقف مؤثرا عندما ذكر احد الكتاب أنه التقى و تعانق مع أخواله في ساحة
التغيير بعد قطيعة دامت ستة عشر سنه ، وسطر التاريخ وقفة أبناء قبيلة نهم في
الشمال واعتراضهم على موكب لواء (101 مشاه ) المتجه إلى حضرموت في الجنوب ليضرب
ساحات التغيير هناك فأوقفوه عند حده
فنالوا بذلك الشرف والتحية بمظاهرات حاشدة وهاتفة (من حضرموت تحية إلى نهم
الأبية) .
وهكذا نشاهد كل يوم المزيد والمزيد من
التلاحم والتقارب ليس بين أبناء اليمن فحسب بل أبناء المعمورة كلها
فالثورات الشعبية في الوطن العربي اليوم
أعادت لنا الأمل نحو إعادة اللحمة العربية
والإسلامية فببركتها توحد أهل فلسطين وتصالحوا .. ولأول مرة احتفل المصريون للوحدة
في جمعة وهتفوا لفلسطين واليمن (نحن واليمن يد واحدة) مما جعل الكاتب السعودي جمال
خاشقجي يرفع صوته معلقا (أتوقع أن تنشأ تكتلات عربية جديدة تضم الدول التي تشهد
حاليا ربيع الحرية والديمقراطية ومنها مصر واليمن وسوريا وليبيا ) وقبلها توقع
الشيخ يوسف القرضاوى أن تتوحد الدول العربية والإسلامية تحت مظلة الولايات المتحدة
الإسلامية بمفهوم العصر فالأحداث تتسارع والعالم يتشكل والرؤى تتبلور و المقادير
تتحقق بإذن الله .
ومن يدري أن هذه خطوة وستتبعها خطوات نحو تحقيق حلم إعادة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج
النبوة كما أخبر الصادق المصدوق وليس ذلك على الله ببعيد ...