لاتحزن أخي الثائر فإن الله معك

لأنك مظلوم فأكثر من ثلثي الشباب في الساحات هم بدون عمل رغم حصولهم على الشهادات الجامعية فضاعت أوقاتهم وهم في طابور الإنتظار وفنيت أعمارهم دون مستقبل يذكر ، قال تعالى ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) و قال صلى الله عليه وسلم (اذا هابت أمتي أن تقول للظالم ياظالم فقد تودع منها ) .

 

لأنك سلمي فياسبحان الله مرت أربعة اشهر واكثر ولم يقتل واحدا بسببك ولم تكن حتى حريصا على سفك دم مجرم قاتل بل تمنى الثوار للرئيس بالشفاء فقدمت التضحيات بصدر عاري في سبيل إسعاد مجتمعك وراحة من بعدك فأدهشت العالم بفعلك .

 

لأنك شرعي تقول كلمة حق أمام سلطان جائر وهي أعلى صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك تمارس حق لك مسطر في دستور الجمهورية اليمنية .

 

فلا تحزن فإنك منتصر بإذن الله لأن الثورة تمتلك كل مقومات النصر فإضافة إلى أنها سلمية فهي شعبية أفقية لا رأس لها فمهما ضرب الطغاة فهم يتعاملون مع سيل بشري جارف لا يتأثر بمن يبقى أو يموت شهيدا .

 

ولا تنزعج من طول الوقت فهو في صالح الثورات وتضييق الخناق على الأفراد فبمرور الوقت تبين الخيرين في النظام وتميز الخبيث من الطيب والوقت يفرز المنافقون والمتسلقون على أكتاف الثوار فيعريهم ويكشفهم فالشعب يدوم والفرد يفنى ويموت والثورة تزداد تماسكا وتكثرا نضجا وتحقق نصرا فلا تحزن .

 

فثورات الشعوب لا تهزم فإرادتها من إرادة الله ويشهد بذلك التاريخ وقال الشاعر أبو القاسم الشابي :

 

اذا الشعب يوما أراد الحياة                                                        فلا بد أن يستجيب القدر

 

ولابد لليل أن ينجلــــــــي                                                          ولابد للقيد أن ينكســـره

 

قال العلامة يوسف القرضاوي هذا البيت صحيح في معناه وليس شرك كما يدعي البعض فإرادة الله مع إرادة الشعوب وإذا غيرت الشعوب إرادتها غير الله حالها (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) قال الله ما بقوم ولم يقل ما بفرد والقوم هم الشعب والله أعلم .

 

فاعلم أخي الثائر أنك منتصر بإذن الله وأن النصر من عند الله وساعة النصر مقدرة ومكتوبة فلا تظنوا أيها الشباب أنه بوسعكم أن تحددوا ساعة النصر ولا يظنوا هم أنهم بوسعهم أن يوقفوا النظام أن ينهار وان يمنعوا السيل من الجريان وان يتصدوا للشباب ساعة الزحف فسوف يقع القدور وينفذ القضاء ويحل المكتوب فالله الله في الدعاء فهو سلاحكم الأقوى والوحيد ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) ( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص