تغيب علينا الكثير من المعاني ويتبعها ضياع الأجر العظيم بسبب إهمالنا وعدم تذكير بعضنا بعضا إلاّ من رحم الله فمثلا اذا كان هناك في البيت عشرة أفراد صائمون قائمون يتقربون إلى الله بالجماعات والنوافل وتلاوة القرآن وذكر الله فهل تعلم تلك المرأة المسكينة التي تقوم على خدمتهم وتعد لهم الطعام وتهيئ لهم كل سبل الراحة بنية التقرب إلى الله والتعبد إلية أنها تحصل على أجر الجميع ؟ فقط مطلوب منها استحضار النية في عملها وتعبها من أجلهم .
لأن هؤلاء العشرة هم ينفعون أنفسهم فقط لكن هي تنفعهم وتنفع نفسها فتحصل على أجر إفطارهم واجر خدمتها لهم فلا ننسى أن نذكر نساءنا بهذا الثواب العظيم .
وقس على ذلك كل أفعال الخير فالله لايريدنا أن نكون صالحين في أنفسنا فحسب لكن نكون صالحين مصلحين ننفع أنفسنا وغيرنا .
قال تعالى ( وماكان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) ماقال صالحون وانما مصلحون أي نافعين لأنفسهم ولغيرهم لكن الله قد يهلك القرية وفيها صالحين تقول أحد أمهات المؤمنين للرسول صلى الله عليه وسلم : أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث ) لماذا لأنه صالح ولكنه ساكت لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا ينفع إلا نفسه .
وتأمل في أفعال ابن عباس رضي الله عنه يقول (لأن أمشي مع أخي في حاجة خير لي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا ) ويقصد به المسجد الحرام الذي الصلاة فيه تساوي مائة الف صلاة الله أكبر هكذا فهمهم للدين إيمان وعمل .
بل يقول ايضا : ثلاثة لاأكافئهم
رجل يبدأني بالسلام
ورجل وسع لي في المجلس
ورجل اغبرت قدماه في المشي إلي يريد السلام علي
أما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله .. قيل ومن هو قال : رجل نزل به امر فبات ليلته يفكر بمن ينزله ثم رآني أهلا لحاجته فأنزلها بي .
فعلينا أن ننتبه لهذه الأعمال والأفعال صحيح نجتهد في رمضان في التقرب إلى الله والتفرغ للعبادة ولكن بمجرد أن نجد فرصة لمنفعة الآخرين يجب أن نبادر لها ولاندير ظهورنا بحجة التلاوة والذكر وغيرها فالإيمان الحقيقي تصديق بالجنان وذكر باللسان وعمل بالجوارح والأركان .
فياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر