بشرى الحاج ومن تمنى الحج لبيت الله

لو أن شخصا أساء إليك وأذنب في حقك ثم جاءك من مكان بعيد من أقصى البلاد قصد بيتك ليعتذر إليك ويطلب العفو منك والمسامحة فبلا شك ستعفوا عنه وتسامحه حتى ولو كان عذره غير مقبول .

فكيف بمن أعد العدة وأنفق المال وتحمل المتاعب وتجشم الصعاب وجاء من كل فج عميق خاشعا ذاكرا متذللا صابرا ومحتسبا  قاصدا الله و بيت الله الحرام معترفا بذنبه يطلب عفوه ويرجوا رحمته ويخاف عذابه ألا يغفر الله له!! وهو الذي كتب على نفسه الرحمة .. بلى .. بلى سيقبله ويغفر له ويعيده كيوم ولدته أمه الله أكبر .

سبحانه ماسمى نفسه الغفور إلاّ وهو يعلم أن من عباده سيذنب ثم يطلب المغفرة فيغفر له و ماسمى نفسه الرحيم  إلاّ ويعلم أن من عباده سيطلب منه الرحمة فيدخله في رحمته بل ويعلم أن هناك من عباده سيسرف في الذنب (أي يزيد عن الحد ) ثم يأتي تائبا فيتوب عليه .

 (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) ويقول صلى الله عليه وسلم (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولأتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ) .

فسبحانه سمى نفسه بكل الأسماء الحسنى والصفات العلى إلاّ من أجلنا نحن العباد فهو غير محتاج لنا فنحن المحتاجون لعفوه ومغفرته ورزقه وكرمه وعدله وإحسانه .. إلخ .

نعم كل العبادات فيها طلبات من الله ثم استجابة مباشرة منه سبحانه  من الصلاة إلى الصلاة والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان أما الحج فكله (دعاء واستجابة) أركانه وسننه موضع استجابة عند الكعبة , في مقام إبراهيم , عند الطواف , عند السعي , عند الشرب من ماء زمزم , في منى , في عرفات , عند المشعر الحرام , عند رمي الجمرات فالأصل في الحج والعمرة التفرغ لعبادة الله قبل المنافع (إن الحج والعمرة لله ) .

فابشر أيها الحاج برضوان الله وقبوله لك ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) وابشر بأجر عشر حجات لأن الحسنة بعشر أمثالها .

بل ويبشر من هم بالحج وتمنى الحج بأجر حجة فمن هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة فماذا نريد بعد كل هذا إلاّ النية والعمل لبلوغ بيت الله الحرام والله الميسر فحجوا قبل أن تمنعوا .. 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص