مرحلة الشباب هي المرحلة التي سيسأل عنها كل
من مر بها يوم القيامة بصورة خاصة وعن العمر بصورة عامة ( لاتزول قدما عبد يوم
القيامة حتى يسأل عن أربع منها عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ) ولهذا
يجب أن يتنبه الشباب بألا تمر هذه المرحلة في لهو ولعب ودون هدف في هذه الحياة ، ويجب
أن يفهم الشباب أن هدفهم ورسالتهم هي واحدة لاثاني لها ألا وهي رسالة الإسلام وماخلقنا
الله إلاّ لها قال تعالى (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) .
والعبادة كما نعلم ليست شعائر تعبدية فقط وإنما
كما عرفها أبن تيمية رحمه الله هي كل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال
الظاهرة والباطنة .
ولذا ينبغي على كل شاب أن يتعبد ويتقرب إلى
الله عبر الشعائر التعبدية وذلك بأن يقيمها ويتمثل سلوكياتها ويعبد الله من خلال
عمله وذلك باتقانه له ويعبد الله من خلال عمارة الأرض وذلك بتمكين وتحكيم شرع الله
فيها (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ويعبده حتى من خلال الذبح (قل
إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) وهكذا فكل حركاتنا وسكناتنا وحياتنا ومماتنا هو لله .
وعليه يجب على الشباب أن يتحروا هذا المعنى
وأن لايصرفوا أوقاتهم لغير مرضاة الله ، حتى
الموت يجب أن يكون لله فليس كل من قتل يعتبر شهيد وإنما من قتل من أجل أن تكون
كلمة الله هي العليا فهو شهيد كما أخبر الصادق المصدوق .
بل أن الله لايريدك في هذا الدنيا أن تكون
صالحا سلبيا متفرجا بل يريدك أن تكون شابا صالحا مصلحا تنفع نفسك وتنفع غيرك وتكسب
أجرك وأجره فقيل لرسول الله ( أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث ) .
لكن لانهلك وفينا المصلحون قال تعالى : ( وماكان
ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) .
فالله الله في الرسالة وخدمة الدين فالكل
سيغادر ويموت والخاسر من اتبع هواه وهوى الساسة والكبراء على غير هدى من الله
والفائز من تحرى الحق واتبع رضوان الله ولم يلتفت لمن خذله أو خالفه .