الكل غاضب بسبب إعطاء صالح ضمانات وحصانة من
قبل المعارضة اليمنية والثوار اعتبروا ذلك من قبيل التفريط بدماء الشهداء وضعف
الوفاء لهم .
ولكن عند متابعة التحاليل السياسية لكبار
الكتاب والمفكرين ترى غير ذلك فمثلا المفكر الدكتور عزمي بشارة يسمي المعارضة
اليمنية بالمعارضة الحكيمة .
أما الكاتب الكويتي د. الربيعي لفت الأنظار
إلى أن الثورة اليمنية تفردت بخاصية فريدة
ميزتها عن بقية الثورات وجعلتها محل صدارة وإعجاب ألا وهي تماسك المعارضة اليمنية
كيف ؟
أولا : قال بسبب تفكك المعارضة السورية
والمصرية إلى الآن لم تتفق المعارضة نفسها وخلافها واضح يعكس نفسه في الميدان لكن
المعارضة في اليمن الذي تتمثل في أحزاب المشترك وشركاؤه موحدة هدفها واحد رؤيتها
واحدة حديث قادتها واحد لا يخالف بعضهم بعض رغم اختلاف أيدلوجياتهم الشاسعة .
ثانيا : لولا تماسك المعارضة اليمنية لما
وقع صالح على المبادرة الخليجية فقد حاول تفكيكهم وتفريقهم وشراءهم ولكن بتماسكهم ضيقوا عليه الخناق فأجبروه على
التوقيع .
ثالثا : واضح هناك الانسجام التام بين الجهد
السياسي الذي تقوم به المعارضة وبين الجهد الثوري للثوار وهذا الذي جعلهم صامدين
في الميادين لعشرة أشهر ولا يزالون فبتماسك المعارضة بقي الثوار في الساحات بل ويزدادوا والخلاف في
موضوع الحصانة فقط .
رابعا : حتى الحصانة هي تمثل المشترك
فقط لكن لا يستطيعوا أن يمنعوا الهيئات
الدولية والمؤسسات الإنسانية والمنظمات
الحقوقية والتحالفات القبلية والنقابات
المهنية وغيرها من القيام بواجباتها .
خامسا : تماسك المعارضة هو الضمان الأساسي
لنجاح كل اتفاقات المبادرة وإدارة الدولة المدنية في المرحلة القادمة .
وأخير ألا نعتقد أن الأرض ستكون مفروشة
بالورود لكن أن تمشي خطوه تلو الخطوة خير من التوقف و ما دام ارتضى اليمنيون الخيار السلمي طريقا لهم فيجب عليهم تحمل وسائله السلمية السياسية
والثورية والنهاية حتما وبإذن سيحقق النصر
للثورة وأهدافها والصبر الصبر وإن غدا
لناظره قريب ...