والمقصود بالطرف الثالث هو الذي قال الله فيه (واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد ) لايرتاح إلا أن يلعب بالنار ويشعل الفتنة بين أبناء البيت الواحد والوطن الواحد ويتلذذ بمشاهدة القتلى والجرحى والمصابين وقد يتصدر الفوضى والبلطجة وبمجرد الوصول إلى هدفه تجده أول من ينسحب من الميدان ويتفرج على ضحاياه أعوذ بالله منه يحرق ويهلك كل شيء على وجه الأرض .
تماما كذلك اليهودي الذي مر على مجلس في المدينه فيه الأوس والخزرج رآهم متحابين متآخين فغاضه ذلك المنظر فقعد يحرش بينهم ويفتن ويذكرهم بأيام حرب شعاث فيما بينهم حتى رفعوا السيوف على بعضهم فانسحب الجبان مستبشرا فرحانا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تعالت الأصوات وتشابكت السيوف فصاح فيهم بأعلى صوته أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنه دعوها فإنها منتنه فعادوا إلى رشدهم .
ومايحصل في أرض اليمن حاليا فكلنا يتذكر بداية ثورة التغيير ثورة الشباب السلمية بدأت بقلة من الشباب اعتصموا أمام ساحة الجامعة بصنعاء وساحة الحرية بتعز وساحة الوحدة بعدن رافعين شعار ( الشعب يريد إسقاط النظام) وماهي إلا أيام الا وساندتها الأحزاب وخرج كل الشعب اليمني عن بكرة أبيه كبارا وصغارا ذكورا وإناثا يحملون علما واحدا ويرددون هتافا واحدا(الشعب يريد إسقاط النظام) وتأخت القلوب وتوحدت وتعاونت خاصة بعد أن استشهد (19) شاب من مدينة عدن الجنوبية واستشهاد (55) شابا يوم 18/3/2011م يوم جمعة الكرامة في مدينة صنعاء الشمالية وكلهم ظلموا وضربوا بيد واحدة بيد نظام صالح الدموي فتقاطرت القوافل الدوائية والتموينية بين صنعاء وعدن وتماسك البنيان واشتد عندما أعلن قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء الركن علي محسن الأحمر تأييده للثورة وتبعه أكثر من نصف الألوية والقادة وكذلك إعلان الشيخ صادق الأحمر تأييده للثورة وتبعه جمع كبير من قبائل اليمن .
هنا بدأ الطرف الثالث يلعب بذيله و يدخل في المعادلة ويغير مجرى الأحداث وفجأة وإذا بها تظهر مكونات جديدة في ساحات التغيير في المحافظات الشمالية وصلت لحد التشابك بالأيدي أما في المحافظات الجنوبية لامشكلة في تنامي الحراك السلمي الحنوبي لكن المشكلة في ظهور أناس يحملون أعلاما شطرية يرجمون إخوانهم بالآحجار في الساحات ويصفونهم بالحقراء بل تعمق هذا الطرف في ممارسة هوايته بين أبناء الجنوب إلى أن وصل الأمر بالإعتداء على ساحة التغيير في عدن وإحراقها بالكامل ليس بأيدي النظام ولكن بايدي جنوبية من أبناء الحراك السلمي وبإعتراف الأستاذ ناصر الطويل أمين عام الحراك بمحافظة عدن الذي قال نعم نفذ ذلك حراك يحملون سلاحا خارج نطاق السيطرة .
إذن مادام الأمر هكذا فلنحذر نحن الجنوبيون ولنفوت الفرصة على الطرف الثالث الخبيث ويجب علينا فهم المخطط لنا ومحاربته بالسلم والأخلاق والتحاور والجنوب يقرر مصيره أما اذا استمرت اللعبة فلا شك أنه سيزرع البغض والحقد والحسد بين أبناء البيت الواحد فسياسة الإقصاء والتهميش والتحقير اثبتت فشلها والظالم إذا تمادى في ظلمه سياتي الله بمن هو أظلم منه ولنا في التاريخ دروس وعبر ..