لاتكن شبيه الأنعام أعزك الله

في يوم ما سأل مذيع قناة البي بي سي الناس في أحدى أسواق المملكة العربية السعودية السؤال : كيف حال الديمقراطية في المملكة ؟

فأعرض الأول وانصرف الثاني وقال آخر نحن في غاية السعادة والرفاهية لاينقصنا شيء ، وفجأة ظهر شابا اسمه خالد فأتى بإجابة مغايرة قائلا : نحن كالأنعام نأكل ونشرب وننام ليس لنا كلمة ولارأي ولاإستشاره ولاشيء ونتمنى أن نعيش أحرارا .. ولكنه بمجرد أن غادر المكان اختفى عن الأنظار وقال المذيع لقد إختفى خالد .


أخي .. الله لم يخلقنا لكي نأكل ونشرب وننام ونموت فزادنا على الأنعام بعقول تفكر وأفئدة تتعبد وتعمل  فلم يخلقنا عبثا قال تعالى : (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) كلا والله بل خلقنا لمهمة عظيمة وهي أننا خلفاء الله في الأرض ( قال إني جاعل في الأرض خليفة ) .

والهدف من خلقنا هو عبادة الله في الأرض (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .

والعبادة ليست صلاة وزكاة وحج وصوم فحسب وإنما هي كل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والخفية كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .


وعلى هذا الأساس فكل الأعمال النافعة بنية صادقه هي عبادة تؤجر عليها فالأمر بالمعروف عبادة والنهي عن المنكر عبادة وكل خير تفعله عبادة حتى إماطة الأذاء عن الطريق عبادة وتبسمك في وجه أخيك صدقه  بل قالوا يارسول الله أيأتي أحدنا أهله وله بذلك أجر ؟ قال : فكيف إذا وضعها في حرام أليس عليه وزر قلنا بلى قال كذلك إذا وضعها في حلال فله بذلك أجر .


فما دام الأمر هكذا فيجب علينا أن لانضيع أوقاتنا في قيل وقال وكثرة الكلام فالعالم ينتظركم أيها المسلمون الرسول صلى الله عليه وسلم نشروا الإسلام إلى أربعة أخماس العالم في ذلك الزمان واليوم العكس أربعة أخماس العالم خمسة مليار ونصف غير مسلمين ومليار ونصف فقط مسلم  فمن يخرجهم من الظلمات إلى النور ؟


لاتتفرج على الهامش ولاتقل ماسيبي ولادخل لي بل يجب أن تشمر على ساعديك وتعمل لهذا الدين.

هل تعلم أنك ستسأل ايها العربي المسلم خاصة عن إقامة هذا الدين قال تعالى (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) هل تعلم من هم قوم الرسول صلى الله عليه وسلم الذين سيسألون عن الدين هم العرب وأنت منهم .


الله أكبر توفي قبل أيام رجل الخير والأحسان الشيخ الدكتور عبد الرحمن السميط عندما تقرأ سيرته كأنك في عالم الملائكة تخيل هذا الرجل هو كويتي ودكتور يعيش في رفاهية وبحبوحة من العيش ماالله به عليم وساقه القدر لأن يزور دولة مالي في جنوب أفريقيا فشاهد فيها أشباح من البشر قتلهم الجوع والمرض والجهل والتنصير .. قال رأيت أناس نسيهم العالم خلف الأدغال فقرر العيش معهم لأكثر من ثلاثين سنة عاش مثلهم واصابه السكري وثلاث جلطات وكسرت ساقه وإضلاعه وجمجمته حتى مات بينهم وكانت ثمرته بعد توفيق الله أن أسلم على يديه (11مليون شخص وقام ببناء 5500 مسجد و480 منشأة تعليمية من رياض الأطفال إلى الجامعة و110 مراكز تربوية و90 مستوصف ومستشفى وترجم وطبع 9 مليون كتاب باثنين وعشرين لغة مختلفة وأقام عشر محطات إذاعية وكفل 3000 طالب جامعي و700 منحة دراسية هذا غير بقية أفعال الخير فله أجر كل ماعمل وأجر من استفاد منه الى عداد في حسابه إلى يوم القيامة) .


وهاهي امرأة اسمها عائشة كمانجي اعتنقت الإسلام قبل (12سنة) فقط وسنها فوق السبعين وبمجرد اعتناقها الإسلام درست في الأزهر الشريف سبع سنوات والآن هي الشيخة المتحركة في كل أفريقيا بسببها  دخل الإسلام الآلاف وبنت (12) مسجد وقيل لها ماأمنيتك في الحياة قالت أن أدخل كل الأفارقة الإسلام .


 ونحن كم عمر الواحد منا في الإسلام ولا يزال يأكل ويشرب وينام فإلى متى الغفلة فالله وصف الغافلون أنهم كالأنعام بل هم أضل .. فالأنعام على الأقل تستفيد من لحومها وألبانها وشحومها وجلودها .


فيجب العزم والتوكل على الله (فإذا عزمت فتوكل على الله ) وأعمل لدينك بما تريد سوى كان عبر جمعية أو حزب إسلامي أو جماعة أو هيئة أو ..أو.. وأولها ان تنصر المشروع الإسلامي والمطالبة بالحكم بما أنزل الله فلا حكم إلاّ حكمه ودعك من كلام العلمانيين والحداثيين والمنافقين والمثبطين فالكلاب تنبح والقافلة تسير ..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص