تدل كل الدراسات والأبحاث أن 2% فقط هم
القادة والقوة المؤثرة في كل المجتمعات سواء كان إلى خير أو إلى شر وأن 98% هم العوام يسمونهم (رجال الشارع ) يتبعون هؤلاء
المؤثرين وتتلاعب بهم الأمواج والأفكار
ومع ذلك فهم الرقم الصعب في كل معادلة لأنه من كسب هذه الشريحة وأقنعها بسياساته
وأفكاره حالفه النصر فهي التي تضحي وتدفع الثمن فمثلا صحابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم عددهم (120000) صحابي لكن الذين وصلت لنا سيرهم وأفعالهم حوالي (10000) منهم
والبقية أتباع (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) .
والقائد الحقيقي هو الذي له أتباع يحركهم
بإشارة منه مقتنعين به وبفكره سوى كان هذا القائد فردا أو جماعة
أما المدير هو الذي يدير أفرادا يأتمرون
بأمره لأنهم موظفين لديه أو جنود عنده أما الفنانين واللاعبين ليس لهم أتباع وإنما
الجماهير التي تمتلئ بها أدراج الملاعب والقاعات تهتف بأسمائهم وتصفق لهم هم عبارة عن معجبين فقط
ينتهون بمجرد خروجهم من المباراة أو الحفل اجتمع مجموعة من العلمانيين
والليبراليين في تركيا وسئلوا على قناة الجزيرة من سيفوز في الانتخابات القادمة في
تركيا فردوا أغلبهم بلا شك حزب الحرية والعدالة بقيادة أردوغان .. قيل لماذا ؟
قالوا لأننا في برامجنا ركزنا على النخب المثقفة والأسر البرجوازية والغنية ونسينا
رجل الشارع فكسبهم أردوغان الذي صنع لهم برامج مبسطة مقنعة تلبي رغباتهم وطلباتهم
فانتخبوه وانتصروا علينا أمريكا ومعها دول الغرب رفعت شعار لابد من صياغة وتشكيل
رجل الشارع في العالم الإسلامي لأنها ترى أنه رجعي متخلف حتى من هو على شاكلتهم
وفعلا عملت برنامجا لهذا وخصصت قنوات بل أن الفنانه مادونا تطوعت أن تقضي ساعة
كامله تغني مجانا للشارع الإسلامي لكي
يتغير فكره ويتشكل عقله من جديد ولكن لم يستطيعوا أتدرون لماذا ؟ لأن المزاج العام
للبشر في العالم الإسلامي أنهم مع الإسلام
فلا
ينبغي أن يكون هناك مسلم علماني أو مسلم شيوعي أو مسلم ليبرالي أو .. أو
وإنما يجب أن يكون مسلم مؤمن بكتاب وسنة رسوله وراضي بتحكيم شرع الله فالحاكمية
لله هي من العقائد .
ولهذا فإن رجل الشارع يحتاج إلى أن تبسط له المفاهيم والأفكار وأن يرتقى به
وبوعيه وفعلا تنبهت لهذا جماعة الإخوان المسلمين ومشروعها (مشروع النهضة) وذلك بأن
جعلت هدفها الأساسي منه هو ايجاد الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم ثم
الدولة المسلمة التي تلتزم بالدين منهج للحياة فاهتمت بكل فرد مسلم وأعدت برامج
ومناهج مدروسة لتربيته واعداده حتى يصبح رجل الشارع رجل إيجابي سليم العقيدة وصحيح
العبادة ومثقف الفكر حاملا لهمّ الدعوة والدين ..