يقول الدكتور طارق السويدان كنت أعطي بعض
التوجيهات لشباب ثورات الربيع العربي فيتصل بي بعض الخصوم قائلين مادخلك في بلادنا
أنت كويتي فأرد عليهم أنا مش كويتي أنا مسلم عربي من منطقة الكويت أنا لاأعترف
بمناطقية أعترف بوطن عربي إسلامي فمن حقي التدخل في شئون وطني.
.
ويشير رجب طيب أردوغان قائلا الكثير
يسألونني على انتمائي فأقول إن انتمائي لوطني ووطني هو كل شبر فوق سطح الأرض يرفع
فيه الآذان..
واليوم هكذا يفهم شباب التغيير معنى الوطن
وهو أن وطنهم ليس شمال اليمن ولا جنوبه بل يحلمون بوحدة عربية إسلامية امتثالا
لأمرا لله (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا
ربكم فاعبدون ).
وهكذا يقول الداعية السلفي الكبير صفوت
حجازي أننا نشم نفس الخلافة الإسلامية في
مشروع النهضة لمحمد مرسي رئيس مصر (أم العرب) والمشروع الحضاري الإسلامي لدولة
تركيا ( آخر عاصمة للخلافة الإسلامية).
وبحمد الله المشروع الإسلامي اليوم يفوز في
عدد من الدول العربية والإسلامية وهي تركيا ومصر وتونس وليبيا والمغرب والسودان
واليمن وغيرها وكل الشعوب التواقة لتطبيق الشريعة على منهاج النبوة فالوحدة
العربية قادمة وقريبة بإذن الله..
قد يقول قائل هذه أحلام يقظة أقول بل هي
لحقيقة ودليلي أنه ما كان الذهن البشري يتصور يوما ما أن طواغيت العرب سيرحلون في
أقل من سنه (ما ظننتم أن يخرجوا ) ولا حتى هم الطواغيت يظنون أنهم سيرحلون من
الحكم أبدا ( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله) فلديهم الحصون من خدم وحشم وحرس
وكتائب ومليشيات وشبيحة وبلاطجة ..إلخ فلم تنفعهم كل هذه الحصون (فأتاهم الله من
حيث لم يحتسبوا )من يصدق أن سبب اندلاع الثورات العربية شرطية في تونس تضرب شابا
وتمنعه من العمل فيحرق نفسه وتقوم ثورة تلتها ثورات شبابية سلمية بشباب ثائر(فتية
أمنوا بربهم) يواجهون الترسانات العسكرية بصدور عارية فيسقطون كل الخشب المسندة من
الطواغيت والفسدة إلى مزابل التاريخ...
فما عند الله شيء ببعيد وقد أخبر رسولنا صلى
الله عليه وسلم أن الخلافة الراشدة ستعود على
منهاج النبوة فقد تكون بنا أو بغيرنا.
فارفع رأسك أيها المسلم فأنت الوحيد الحر
على هذه البسيطة لأنك عبدا لله وحده لاشريك له وغيرك يعبد غير الله من بشر – وبقر-وحجر
– وقوانين وضعية – وتشريع ما أنزل الله به من سلطان فلاحكم إلا لله ولا خضوع إلا
لله ولا حياة ولا ممات إلا لله (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا
شريك له وبذلك أمرت وأن أول المسلمين).
ومما يقع فيه كثير من المسلمين اليوم هو
عبودية التشريع لغير الله تراهم يعبدون العلمانية
والليبرالية والبعثية والديمقراطية المخالفة للشرع أما اذا وافقت الشرع فلا بأس.
والدليل على عبادتهم لهم يقول سيدنا عدي بن
حاتم الطائي لما نزلت الآية ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح
ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون )
قال
قلت يارسول الله: إنا لم نعبدهم ، فقال : " أليس يحرمون ما أحل الله
فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه " ؟ قال قلت : بلى ، قال : " فتلك
عبادتهم " .
فيجب علينا أن نعي ونفهم تماما المنهج وأن
لا نرضى أبدا بقانون أو تشريع يخالف شرع الله فهذا من تمام وكمال الإيمان (وأنتم
الأعلون إن كنتم مؤمنين )